وقع بين يدي كتاب معنون بـ (النتائج فكر أقل أنجز المزيد) للمؤلف جيمي سمارت، يدور موضوع الكتاب حول بعض المفاهيم والمهارات التي نمتلكها ونستطيع إنجازها بشكل فعال، من أجل تحقيق أهدافنا في الحياة، هذا الكتاب جدير بالقراءة، حيث توجد فيه بعض الأفكار المميزة والتي تشعر القارئ بقوتها خاصة إذا ما عمل بها. لن أتحدث كثيراً عن الكتاب لأن موضوعي يشترك مع عنوان الكتاب في عنوانه، وهو النتائج التي نريد تحقيقها، ولذلك سوف أتحدث عن بعض التجارب والأحداث مع بعض الجهات أو الحكومات والتي تمارس رسم السياسات للمؤسسات التي يعملون فيها، حيث إن البعض منهم ينظر إلى العمل، ويبذل جهوداً كثيرة، ويدخل مرحلة التشتت، وعند توجيه تساؤل عن ما الهدف الذي تسعى إليه؟ سوف يجيب بشكل سريع وجلي ووضوح عن هدفه، لكن القضية والمشكلة ليست بالهدف الذي تسعى إليه، وإنما بالطريق الصحيح الذي يحقق هذا الهدف. فالهدف أولى الخطوات الأساسية للنجاح، لكن الأسلوب هو الوسيلة الأهم، لذلك فالقضية اللبنانية والانهيار الاقتصادي، والتشرذم السياسي الذي تعيشه في وقتنا الحاضر، ليس بسبب عدم وجود الطريقة لإصلاحه، فالذي يعمل في الحقل والدوائر السياسية والاقتصادية يعرف الحل ويعرف الطريقة لذلك، كما أنه يؤمن أن الأمراض السياسية والاقتصادية التي تصيب الدول، توجد لها مجلدات للحلول، فهي كالأمراض العضوية التي تصيب الإنسان، البعض منها له تاريخ وله عدة وصفات طبية، يعالجها أهل الحل والعقد والقادة الذين يحملون الفكر الناضج في التعامل مع الأساليب التي تحقق الأهداف العليا للمجتمع. أيضا القضية العراقية والفساد الذي امتعض منه الشعب واحتج عليه، يقودنا إلى تساؤل عن الأساليب التي يستخدمها الساسة، هل هي تخدم المجتمع أم تخدم حفنة من المنافقين والمرتزقة الذين يتغذون ويكذبون على شعوبهم بحجة أن (كل الطرق تؤدي إلى روما)؟، فروما هي الديمقراطية، وهي مطلوبة لشعوبهم كهدف يسوقونه ويتحدثون عنه، ولكن كممارسة للوصول إلى ذلك يمارسون مفهوم الحزبية والطائفية والعرقية، وبالتالي ضاعت الطريق إلى روما، وضاعت الديمقراطية التي يحلمون بها. إن الحكم الرشيد والسياسة الناضجة ليس لهما إلا طريق واحدة، وهي أن لا أحد يعلو فوق القانون، وأن الجميع سواسية للمحاسبة، وأن يتحمل كل شخص سياسي تبعات أعماله، فمتى وجدت هذه المعادلة لدى القادة السياسيين في لبنان والعراق، ستتجه البوصلة إلى الطريق الصحيحة التي ستجعل الشعب يؤمن بقيادته وسياسته الحكيمة. لا بد أن نفكر أقل في أهدافنا الكبرى، ونعمل على إنجازها حتي لا يضيع وقتنا بالتفكير الكثير في أهداف صغيرة تخدم فئات محدودة ويقل الإنجاز.