مثل مترجم ألماني أفغاني سابق للجيش الألماني وزوجته متهمان بالتجسس لحساب إيران، في اليوم الأول من محاكمة اعتبرت بمثابة سر من أسرار الدولة، وقالت المحكمة العليا في كوبلنز بوسط غرب ألمانيا إنه يشتبه بأن الرجل الذي عرفت عنه باسم عبدول إس (51 عاما) ارتكب "خيانة في قضية تتسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنية في 18 حالة".

ولم يسمح للعامة ومراسلي وسائل الإعلام بالاستماع إلى التلاوة التامة للقرار الاتهامي "لدواع تتصل بأمن الدولة" بحسب ما قال رئيس المحكمة توماس برغمان طالبا من هؤلاء مغادرة القاعة بعيد بدء الجلسة. وتستمر المحاكمة حتى نهاية مارس ويتوقع أن تتخللها جلسات مغلقة. ويمكن أن يحكم عل المتهم بالسجن مدى الحياة، أي لمدة 15 عاما في ألمانيا.

وتحاكم زوجته آسيا إس (40 عاما) معه بتهمة "التواطؤ في الخيانة" ما يعرضها لعقوبة السجن لمدة 11 عاما، ولكن خلافا لزوجها، فإن هذه الألمانية الأفغانية غير موقوفة، وقال المدعي أولريش شولتيس كما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية "إنها نفذت لحسابه مهمات تنظيمية صغيرة" مثل توجيه رسائل مع رموز لبطاقات هواتف إلى إيران أو عناوين فنادق، ولم يعلق الثنائي على الاتهامات الموجهة إليه والتزم الصمت. وقال محاميهما أولريش سومر إن القرار الاتهامي لا يستند إلى أي "دليل مباشر".

60 ألف يورو

ويشتبه بأن الرجل الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية، قام بصفته مترجم موظف في الجيش الألماني "بنقل أسرار دولة ذات طابع عسكري إلى مساعديه في إدارة الاستخبارات الإيرانية"، كما ورد في محضر الاتهام الذي صدر عن النيابة الفدرالية، المسؤولة عن قضايا الإرهاب والتجسس. وتلقى مقابل خدماته أكثر من 60 ألف يورو، وكان يعمل كموظف مدني لسنوات مترجما وكذلك مستشارا ثقافيا ولغويا في ثكنة هاينريش هيرتز في داون بالقرب من مدينة كوبلنز. وذكرت مجلة دير شبيغل أن القضية تتسم بالحساسية بالنسبة للجيش لأن الرجل كان يعمل في وحدة متخصصة بالحرب الإلكترونية، يقوم فيها بترجمة تسجيلات اتصالات هاتفية ورسائل لاسلكية لحركة طالبان يتم اعتراضها في أفغانستان.

لكن المحققين يرون أن "احتمال أن يكون تمكن من تمرير معلومات سرية عن القوات الألمانية في المكان، ضئيل"، وبعد تلقيه معلومات عنه من "جهاز استخبارات حليف"، بدأ جهاز مكافحة التجسس العسكري الألماني في 2017 يشتبه بأنه مخبر. ولاحظ أن رحلاته إلى بعض الدول الأوروبية تتزامن مع رحلات يقوم بها مسؤولون في الاستخبارات الإيرانية.

فخ

قالت "دير شبيغل" إن لكشفه، سُمح له بالاطلاع على وثائق سرية مفبركة، فقام بتسليمها بسرعة إلى الجهات التي يتصل بها، وأفاد تقرير لجهاز الاستخبارات الداخلية الألماني أن إيران واحدة من أنشط الدول في مجال التجسس في البلاد، إلى جانب روسيا والصين، وقال التقرير إن الاستخبارات الإيرانية "تبحث بانتظام عن مصادر مناسبة لتغطية احتياجات النظام للمعلومات". وشهدت ألمانيا في تاريخها الحديث عددا من قضايا التجسس المدوية.

ففي 2016، حكم على ماركوس رايشل رجل الاستخبارات الألمانية السابق، بالسجن 8 سنوات بتهمة "الخيانة العظمى" بعد اعترافه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وروسيا.

وفي 2011، حكم القضاء الألماني بالسجن على زوجين بتهمة التجسس لحساب الاستخبارات الروسية لأكثر من 20 عاما.