بينما يستنجد رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج بالقوى الأجنبية للضغط على قائد قوات شرقي ليبيا «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر، وذلك لوقف حصار حقول النفط الذي أدى إلى وقف إنتاج الخام تقريبا، أكد مراقبون أن هناك صعوبة في تطبيق ما آل إليه مؤتمر برلين والذي نص على نزع سلاح الفصائل المسلحة وتفكيكها لإعادة دمجها، قائلين: إن تحقيق مثل هذا الهدف في غاية التعقيد. قال السراج: إنه يرفض مطالب حفتر بربط إعادة فتح الموانئ بإعادة توزيع إيرادات النفط على الليبيين، مشيرا إلى أن الدخل في النهاية يعود بالفائدة على البلد بأكمله.

تحقيق بعض البنود

رغم أن البيان الختامي لمؤتمر برلين نص على نزع سلاح الفصائل المسلحة في ليبيا وتفكيكها لإعادة دمجها، فإن مراقبين يرون صعوبة تطبيق هذا الأمر. كان عدد من زعماء العالم قد تجمعوا في العاصمة الألمانية برلين، الأحد، لبحث الأزمة الليبية، حيث خرجوا ببيان ختامي، كانت أبرز مواده: رفض التدخلات الخارجية، واحترام حظر الأسلحة، ووقف إطلاق النار، ودمج الفصائل المسلحة، بينما يرى البعض إمكانية تحقيق بعض البنود، فإن بند حل القوات من الطرفين، سواء في العاصمة طرابلس التي تتبع حكومة الوفاق، ودمجها في مظلة جامعة مع قوات المشير خليفة حفتر الذي يقود حملة على العاصمة، يظل أمرا صعبا، نظرا لطبيعة هذه الفصائل المسلحة ومصادر دعمها. من جانبه، قال سيرجي لافروف القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي: إن قمة برلين حول ليبيا اتفقت على تشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار. وقال لافروف للصحفيين: «الوثيقة تطالب بضرورة حل الأزمة الليبية بواسطة الليبيين أنفسهم دون تدخل خارجي».

أضاف: «طرفا الصراع في ليبيا حققا تقدما بسيطا عن الاجتماع الذي جرى في موسكو في 13 يناير. اتفقا على‭‭‭ ‬‬‬أن يشارك كل طرف بخمسة ممثلين في لجنة عسكرية يتم تشكيلها بموجب مبادرة للأمم المتحدة».

الأمم المتحدة تكذب تركيا

رغم اعتراف أطراف ليبية بوصول قوات تركية إلى ليبيا فإن الرئيس التركي رجب إردوغان قال عبر محطة (إن تي في) التلفزيونية: إن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن لدعم الحكومة المعترف بها دوليا، وإنما أرسلت مستشارين عسكريين ومدربين فقط.

ولكن تركيا على عكس ذلك، أرسلت قوات إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في التصدي لهجوم حفتر. وكذب مسؤول في الأمم المتحدة الأقاويل حول عدم إرسال تركيا أي قوات، وقال: إن ما يصل إلى ألفي مقاتل تدعمهم تركيا، خاضوا الصراع في سورية، انضموا للمعركة في ليبيا.

رغم تراجع الضربات الجوية والقتال خلال الأيام العشرة الماضية، قال سكان إنهم سمعوا تبادلا كثيفا لنيران المدفعية على بعض الخطوط الأمامية في طرابلس في وقت متأخر من مساء الأحد.

أبرز نقاط البيان الختامي لقمة ليبيا

تجنب التدخل في النزاع المسلح في ليبيا أو في شؤونها الداخلية

احترام حظر الأسلحة المفروض من 2011 وتنفيذه تنفيذا تاما

الامتناع عن كل عمل من شأنه أن يفاقم النزاع من تمويل القدرات العسكرية أو تجنيد مرتزقة

تطبيق عقوبات مجلس الأمن الدولي بحق من ينتهكون الحظر

مضاعفة الجهود من أجل وقف الأعمال العدائية بصورة دائمة

فرض عقوبات ملائمة على كل من ينتهكون ترتيبات وقف إطلاق النار

نزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في ليبيا وتفكيكها

استئناف المسار السياسي الشامل الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة

تشكيل حكومة موحدة مهمتها التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية