حقق وزير التعليم الكثير من النجاحات والإخفاقات في سنته الأولى، وكتبتُ العديد من المقالات عن وزارته مادحاً حينما يستحق وناقداً حينما يقتضي.

ولفت نظري في لقائه المتلفز قبل أمس الإثنين قوله إن سوق العمل يحتاج للتخصصات العلمية كالطب والهندسة والتقنية، وإن غالب الطلاب يذهبون للتخصصات النظرية.

وبما أنه وزيرٌ للتعليمَين العام والجامعي معاً بعد دمجهما لذات السبب؛ فهو المسؤول عن هذا التناقض؛ لأن جامعاته الحكومية بلغت 27 ولا تقبل إلا القليل في الطب البشري - مثلاً -، مع أننا نحتاج لعشرات الأضعاف ولعشرات السنين حتى نحقق الاكتفاء الذاتي.

وبما أنه وزير التعليم العالي فعليه أن يقلص مقاعد التخصصات النظرية في جامعاته ويزيد من المقاعد العلمية، وإلا فهو يناقض نفسه حينما يُخرّج من التعليم العام الكثير من الطلاب ثم لا يقبلهم في الكليات العلمية فيضطرهم للتخصصات النظرية ثم يلومهم ولا يلوم نفسه.

ومن غير المعقول أن يُخرّج الآلاف من طب الأسنان والصيدلة - مثلاً - ليصبحوا عاطلين، في حين أن وظائف الطب البشري أكثرها من غير المواطنين، فضلاً عن البطالة لدى خريجي الهندسة والتقنية، ناهيك عن التخصصات النظرية حتى من المبتعثين.

وهذا بسبب عدم التنسيق بين مخرجات التعليم بنوعيه العام والجامعي وبين سوق العمل بنوعيه العام (وزارة الخدمة المدنية) والخاص (وزارة العمل).

لقد مللنا من رمي كرة المسؤولية بين وزير وآخر.