الحديث حينما يكون مدعوما بأرقام وحقائق يكون بليغا، ولا يمكن الجدل في مثل تلك الظروف لأن الأمر محسوم، في هذا الموسم تحديداً كشفت القنوات الرياضية صورة قد تكون الأولى للفرق الأكثر تضرراً من الأخطاء التحكيمية خلال الـ14 جولة الماضية في دوري الكبار، وتبين أن الهلال يأخذ الناصية رغم وجود تقنية VAR، وبذات الوقت الأهداف التي ألغيت له في إشارة إلى أن الفريق الذي يقف في القمة في كل الأحوال تُسلب منه مكتسبات قد تضعه على مسافة بعيدة عن الركب، ما تم كشفه من أخطاء ليس وليد اليوم وإنما من سنوات والهلال يعاني من هذا المأزق، الذي أفقده مكتسبات كان الأجدر بها.

في السابق كنا نقول إن الحكم الناجح الأقل أخطاء، وهذه القاعدة قبل تقنية الفيديو التي يفترض بعدها أن تتوقف مثل تلك الأخطاء الفادحة، وبالتالي لن ننتظر من حكم يخرج بعد سنوات ويعترف بصحة أهداف الهلال التي ألغاها، أو ضربات الجزاء، على غرار ما سمعنا من طيب الذكر عمر المهنا والناصر والبقية، حديثي هذا ليس تشكيكا في السابقين بقدر ما ندرك أن الحكم بشر وربما تفوت عليه بعض الأخطاء، والتقنية الجديدة يفترض أن تعالج مثل تلك الهفوات، فالأمر متاح وخلال ثوان معدودة، ثمة جانب آخر.. مخرج المباراة وطريقة عرضه اللقطات، إذ يفترض أن يكون أكثر دقة لكي يعطي للمراقب في غرفة التقنية القرار الصحيح بعيدا عن التشتيت، وما دام أن الحديث عن تقنية الـvar يفترض أن يستفاد منها في المنافسات الآسيوية للأندية والمنتخبات، خاصة أنها موجودة في أكثر من دولة آسيوية لكي نسلخ الأخطاء غير المبررة التي تجلت خلال السنوات الماضية، ولن أعود بالذاكرة لما فعله الياباني نيشمورا، ولا تزال فعلته مثار استهجان لمن يعشق العدالة التي حرقت بصافرته.

عموماً قرار المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي الذي صادق بعدم خوض أي مواجهة دولية في الملاعب الإيرانية يعطينا أملا بأن هناك عدالة، وهذا أمر طبيعي في ظل الأوضاع الإجرامية التي تعيشها إيران على جميع الأصعدة، والأكيد أنها من يرعى الإرهاب، وفي مثل هذه الظروف يجب أن نخلط السياسة بالرياضة بدليل ما عانت منه الفرق السعودية عندما خاضت لقاءات في الملاعب الإيرانية، وما شهدته المدرجات من خروج عن النص يرفضه الذوق الرياضي والسياسي، وبالتالي فإن الابتعاد عن إيران وملاعبها أفضل حل في ظل الفكر الإرهابي المتغلغل في أعماقها.