فيما افتتح أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - منتدى الرياض الاقتصادي في دورته التاسعة، وذلك مساء أمس في فندق الهيلتون بالرياض، استعرضت دراسة «وظائف المستقبل في المملكة العربية السعودية» في أولى جلسات المنتدى 3 ملايين وظيفة واعدة.

العطاء والإنجاز

نقل أمير الرياض، لرجال الأعمال والقائمين على المنتدى تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وتمنياتهما للمنتدى بالنجاح والتوفيق، وقال مخاطبا رجال الأعمال: إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقدر لكم دوركم المهم في اقتصاد البلد، ويعتبره عموداً من أعمدة الاقتصاد التي ترسمها الدولة، مبيناً أن رجال الأعمال هم من يرسم هذه الخطوات ويضع لها الخطوط في مواقعها المعين.

وأضاف: «نفخر بأن نكون من تلاميذ الملك سلمان بن عبدالعزيز وأن نسير على خطاه التي رسمها في الرياض والمملكة بصفة عامة، وأنا اليوم هنا نيابة عنه في افتتاح هذا المنتدى الذي نفخر ونعتز به، حيث لم يتقاعس (المنتدى) يوماً وبما قدم على مدى 18 عاماً، ومستمر في العطاء والإنجاز والإبداع».

تعزيز بيئة الاستثمار

بين رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عجلان العجلان، أن المنتدى عبر دوراته المتعاقبة، يشكل حدثاً يترقبه المختصون والمهتمون، لما يمثله من منهجية علمية في تناوله للقضايا والموضوعات التي يطرحها، من خلال أهميتها ودراستها بشكل دقيق وعلمي، ولم يكتف بالدراسة والنتائج، إنما يقدم أيضا توصيات ومبادرات وآليات لمعالجة تللك القضايا، ورفعها للمقام السامي.

وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي حمد الشويعر، أن المنتدى تمكن من تحقيق العديد من النتائج الإيجابية عبر دراساته المختلفة، والتي بلغ عددها (49) دراسة منذ دورته الأولى وحتى الدورة الحالية، صدر عنها (281) توصية.

وظائف المستقبل

أوصت دراسة «وظائف المستقبل في المملكة العربية السعودية» في أولى جلسات منتدى الرياض الاقتصادي بتطوير الأنظمة والقوانين الحالية أو استحداث تشريعات تواكب متغيرات سوق العمل ووظائف المستقبل. ونوهت الدراسة بضرورة الاهتمام بالقطاعات الأكثر استحداثاً للوظائف، وإنشاء مراكز أبحاث للذكاء الاصطناعي، وإعادة رسم سياسات سوق العمل، وبناء نظام متكامل يربط الوظائف بالتعليم.

وشهدت الدراسة مناقشة موسعة خلال الجلسة التي عقدت مساء أمس، برئاسة وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ.

نماذج لريادة الأعمال

قال وزير التعليم إن وظائف المستقبل ستكون مختلفة. مشيرا إلى أن هناك الكثير من الحديث والقليل من الأدلة، والكثير من الافتراضات والقليل من التحليل والاستنتاجات. وبين آل الشيخ، مع مرور الزمن وتغيّر التقنية والصناعات استجدّت هناك بعض الوظائف الجديدة وتغيّرت أيضا بعض مصفوفات الكفايات لوظائف أخرى، وتغيّرت أيضا بعض المهارات التي أصبحت تعتبر مطلوبة في كل وظيفة وفي كل مجال من مجالات العمل.

وأشار إلى أن هنالك بعض جوانب الإبداع في إنشاء نماذج لريادة الأعمال من أجل تقديم خدمات بطريقة مختلفة. مؤكدا أننا ما زلنا نحتاج إلى معرفة وظائف المستقبل ومهارات القرن الـ 21 والثورة الصناعية الرابعة.

تشجيع القطاع الخاص

دعت الدراسة إلى تشجيع القطاع الخاص للمساهمة في إنشاء مؤسسات تعليمية رائدة في مجال تعليم التكنولوجيات الحديثة، بما يسهم في تزويد سوق العمل بجيل جديد من الخريجين القادرين والمؤهلين علمياً ومهارياً على شغل وظائف المستقبل. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات منها إطلاق هيئة استشراف لوظائف المستقبل في المملكة، وأهمية الاستمرار في تطوير التعليم والتدريب في المملكة لمواكبة متطلبات سوق العمل وتلبية احتياجاته من وظائف المستقبل، وإنشاء المركز الوطني للتحولات الرقمية والثورة الصناعية الرابعة للمساهمة في وضع الخطط الإستراتيجية للتحول الرقمي.

ثلاثة ملايين وظيفة

ذكرت الدراسة أن حجم الوظائف والفرص الواعدة في المملكة نتيجة المبادرات والمشاريع التي تسعى إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 يصل إلى أكثر من 3 ملايين وظيفة، مشيرة إلى أن الرؤية قد فرضت توجهاً أمام الشباب لاختيار التخصصات التي تناسب برامج ومشاريع الرؤية المعتمدة، والتي تم حصرها في ثلاثة عشر قطاعاً هي: الاتصالات وتقنية المعلومات، وتطوير قطاع التجزئة والمنشآت الصغيرة، والنقل وسلاسل الإمداد واللوجستيات، والقطاع المالي، وتطوير القطاع التعليمي، والطاقة النظيفة والطاقة المتجددة، وقطاع التعدين، والسياحة والرياضة والترفيه، وتطوير القطاع الصحي، والصناعات العسكرية، والثقافة والفنون وإحياء التراث، والتنمية الاجتماعية، ودعم العمل التطوعي والقطاع غير الربحي، وحماية وتطوير المحميّات البرية.