الإنسان السوي يعمل ويجتهد في الظروف العادية، ولكن عندما تكون هناك محفزات ومكافآت -أيا كان نوعها- فإنها نفسيا تجعله يعطي أكثر مما عنده وبكل ما يملك من طاقة، وسيفعل كل ما بوسعه للحصول على ما يريد، وبتكرار الفعل بمرور الوقت سيصبح غالبا عادة تلازمه ويصعب الفكاك منها، ولن تكون حينها بحاجة لأي ظرف أو محفز، خصوصا عندما يرى تأثيرها ونتائجها الإيجابية.

في روسيا لفتت نظري طريقة جميلة لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية، وللحد من أمراض السمنة، وذلك عندما أطلقت هيئة النقل الروسية من خلال إدارة مترو الأنفاق مبادرة، حين وضعت في محطات المترو في موسكو مكائن آلية لصرف التذاكر مجانا، مقابل تمرين رياضي، حيث يقف الشخص أمامها ليظهر له نوع التمرين المطلوب منه أداؤه، مثل تمرين القرفصاء (القيام والجلوس) 30 مرة. المبادرة لاقت استحسان المجتمع الروسي وزواره، ومثل هذه الفكرة الجميلة أتمنى أن يتم تطبيقها لدينا في السعودية، إذ ليس لدي شك بأن المسؤولين هنا حريصون كل الحرص على تبني مثل هذه الأفكار الخلاقة، وكل ما من شأنه الارتقاء بحياة الفرد وأسلوب معيشته، خصوصا حينما تم إقرار وثيقة برنامج جودة الحياة 2020، والتي من أهدافها رفع وتحسين جودة حياة الفرد، من خلال تعزيز ممارسة الرياضة والارتقاء بالصحة العامة بما يتماشى مع تحقيق رؤية المملكة 2030.

بإمكاننا تعميم تطبيق الفكرة، وتوسيع نطاقها بشكل أكبر في وسائل النقل من قطارات وطائرات وحافلات وصالات ألعاب الأطفال ومراكز اللعب والترفيه، وفي الفعاليات والمهرجانات التي تقيمها بعض القطاعات والمؤسسات الحكومية أو الهيئات الثقافية والرياضية، وأي موقع يتطلب تذاكر دخول أو ما شابهها، لتستفيد منها جميع شرائح المجتمع، وتحديدا الفئات المستهدفة لمثل هذه المبادرات، وحتى لو لم تكن هذه البطاقات مجانية فعلى الأقل بإمكاننا تقديمها لكل فرد ينجح في أداء مثل هذه التمرينات بنصف سعرها، أو عن طريق خصومات ومزايا وتخفيضات في المتاجر والصيدليات والأسواق وغيرها، أو تؤهلهم للدخول في السحوبات والحصول على الجوائز، وبذلك ستتحقق الفائدة المرجوة، إضافة إلى أنها مجدية ماليا من خلال تقليل النفقات الشخصية.