وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» حدّا للاتهامات التي أطلقها مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوسن باختراق هاتفه، متهما الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهذا الاختراق، إذ برأت الصحيفة -أمس- في تقرير لها المملكة وولي العهد من تهمة التجسس على هاتف بيزوس. ونشرت «نيويورك تايمز» مقالا بينت فيه أن الصور الحميمية لجيف بيزوس وصديقته لورين سانشيز، لم تتعرض للقرصنة، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وإنما انتشرت عن طريق شقيق سانشيز. وأرسلت سانشيز الصور إلى شقيقها مايكل، الذي حصل على 200 ألف دولار بعد تقديم الصور للشركة الناشرة لصحيفة «ناشيونال إنكويرر».

أربعة مصادر

قالت «نيويورك تايمز»، إن الصور نقلت عبر 4 مصادر غير محددة، وبعقد مكتوب بين مايكل سانشيز والشركة الناشرة، كما أن الصحيفة المملوكة لشركة «American Media Inc»، قالت إن مصدرها هو مايكل سانشيز، كما أكدت تقارير «نيويورك تايمز» أن التسريب جاء من تبادل بين سانشيز وشقيقها، نافية أن يكون المحققون أثبتوا وجود صلة بين المملكة والقصة بأكملها. نيويورك تايمز أكدت في السياق أن «أمريكان ميديا» المالكة لصحيفة «إنكويرر»، قدمت مايكل سانشيز على أنه «المصدر الوحيد» لتقاريرها. وأوضحت «لقد تم توثيق المصدر الوحيد لتقاريرنا بشكل جيد، وهو سانشيز» ثم تابعت «في سبتمبر 2018، بدأ مايكل سانشيز يتعامل معنا ويساعد مراسلينا في جمع المواد والمعلومات». «أمريكان ميديا» دعمت نفي السعودية تورطها أو تورط ولي العهد محمد بن سلمان، قائلة إن «أي تلميح إلى تورط طرف ثالث في تقاريرنا أو تأثيره بأي شكل كان، هو تلميح خاطئ».

المدعي العام

بدوره، برّأ تحقيق المدعي العام الأميركي في نيويورك، المملكة من فضيحة جيف بيزوس مالك موقع (أمازون) وصحيفة (واشنطن بوست)، وذكرت تقارير أميركية أن نتائج التحقيقات لم تعلن بشكل رسمي، لكن المصادر أكدت أنه لم يعثر المحققون على أي دليل على علاقة للسعوديين بشكل مباشر أو غير مباشر في تسريب صور ومحادثات لـ(بيزوس) مع صديقته مقدمة البرامج التلفازية السابقة لورين سانشيز. وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن أثرى رجل في العالم جيف بيزوس سقط بشكل مدوٍّ، وكشف كذبه واتهاماته التي روّجها ضد السعودية والرئيس الأميركي ترمب.

ثقة سعودية

منذ أن تفجرت اتهامات بيزوس بقصة تسريب صور من هاتفه، واتهامه السعودية بالضلوع في الأمر، ردّ وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، بأن المملكة ليست متورطة في معركة شركة أميركان ميديا ومؤسس أمازون جيف بيزوس (55 عاماً)، واصفاً ذلك بـ«المسلسلات التلفزيونية التي لا تنتهي»، وقال الجبير خلال لقائه مع شبكة CNBC ردًا على سؤال حول الاتهامات «لا، بالتأكيد، هذا هراء، كليا، ومن نشروها أرادوا إعطاء صورة سيئة عن المملكة». بدورها، نفت السفارة السعودية بالولايات المتحدة كل الاتهامات، وقالت على «تويتر» إن «التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى أن المملكة وراء اختراق هاتف السيد جيف بيزوس سخيفة. نطالب بإجراء تحقيق في هذه الادعاءات حتى تتجلى الحقائق».

أسبقية الوهم

كانت صحيفة «الجارديان» البريطانية أول من نشرت تقريراً عن ضلوع مزعوم لولي العهد في الاختراق، وقالت إن «الرسالة المشفرة التي أُرسلت من الرقم الذي يستخدمه ولي العهد يعتقد أنها كانت تحوي ملفاً به فيروس اخترق هاتف بيزوس واستخرج كثيراً من البيانات». وأعادت «الجارديان» الاختراق، وأعادته إلى أشهر مضت، لتربط بين مقتل السعودي جمال خاشقجي الذي كان يكتب مقالات لـ«واشنطن بوست» وبين اختراق هاتف مالك الصحيفة بيزوس.

التقاطة الأشرار

لم تنتظر وسائل الإعلام المملوكة لجهات يؤرقها الوضوح السعودي، والتي تعمل وفق منهجية واضحة للإساءة للمملكة ظهور الحقائق، بل انساقت خلف الاتهامات التي لم تدعمها أي أدلة، وقالت قناة العالم الإخبارية الإيرانية «من شارك ابن سلمان في اختراق هاتف بيزوس؟»، مفترضة وقاطعة بأن ولي العهد خلف الاختراق، ومتجاوزة الأمر للبحث عن شركائه في الاختراق، بدوره، اتهم موقع ديلي بيست الإلكتروني المملكة ببدء حملة ضد بيزوس منذ أشهر.

أما صحيفة «فاينانشال تايمز»، فالتقطت الأمر وظنت أنها وقعت على كنز، وقالت في تقرير «خبراء التحقيقات الذين عيّنهم جيف بيزوس توصلوا وبدرجة ثقة متوسطة إلى قوية إلى أن حساب الواتساب الذي يستخدمه ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، كان منخرطا بصورة مباشرة في قرصنة هاتف مؤسس أمازون العام 2018».

أما من يوصف بأنه كاتب وناشط عربي مقيم في أوسلو، إياد البغدادي، الذي كان صديقا لخاشقجي، فقال إن «عملية قرصنة هاتف أغنى رجل في العالم تبعث برسالة إلى منتقدي النظام في الرياض».

وكتب البغدادي في «واشنطن بوست»، «هذا هو المنطق المظلم لاستهداف بيزوس: إذا كان أغنى رجل في العالم يمكن استهدافه وابتزازه، فمن يكون آمناً؟».

اتهامات متسرعة ثبت بطلانها

الجارديان: محمد بن سلمان متورط باختراق هاتف بيزوس

فاينانشال تايمز: حساب ولي العهد منخرط مباشرة في قرصنة هاتف بيزوس

ديلي بيست: المملكة بدأت حملة ضد بيزوس منذ أشهر

واشنطن بوست: إذا كان أغنى رجل في العالم يمكن استهدافه وابتزازه، فمن يكون آمناً؟

قناة العالم الإخبارية: من هم شركاء ابن سلمان في اختراق هاتف بيزوس؟

نيويورك تايمز: السعودية بريئة وشقيق صديقة بيزوس سرب الصور

ناشيونال إنكويرر: مصدر صورنا الوحيد هو مايكل سانشيز، وأي تلميح لتورط طرف ثالث أو تأثيره هو تلميح خاطئ

المدعي العام الأميركي: لم يعثر المحققون على أي دليل على علاقة للسعوديين بشكل مباشر أو غير مباشر في التسريب

ثقة وأدلة البراءة

الوزير الجبير: الاتهامات هراء كلي أشبه بـ«المسلسلات التلفزيونية التي لا تنتهي».

السفارة السعودية بواشنطن: الاتهامات سخيفة ونطالب بتحقيق في الادعاءات