الانقلاب جريمة عقوبتها الإعدام أو الحبس المؤبد، في معظم دول العالم الثالث والثاني، بينما الانقلابات السياسية في المواثيق الدولية مجرّمة دوليا، وخير دليل على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي التي خضعت لها اليمن تحت البند السابع، لذلك لا بد أن يفقه مارتن جريفيث كيف لليمن الخروج من أزمته دون تنفيذ القرارات الدولية التي أصدرها رؤساؤه في الأمم المتحدة.

أما إذا كان جريفيث لا يمكن الوصول بنا إلى حلّ، ويسعى إلى إبقاء اليمن تحت وصاية الحوثيين، فهناك وسيلة جديدة وفكرة مقترحة لجريفيث، ليواصل مهامه من بوابة البصمة الوراثية للحوثيين.

هل يفقه جريفيث أن البصمة الوراثية لليمنيين تعود إلى اليهود المزراحيين، منذ عصور، بخلاف ما تدّعيه الحركة الحوثية في اليمن من أنهم من آل البيت، وهم الأحق بالشهادة والجهاد والتضحية في سبيل الله «الرب عند المسيح»، وفيها صور الصريع بدر الدين الحوثي، والآخر حسين بن بدر الدين الحوثي، وتجاورها صور كثير من آل الحوثي الصرعى منتشرة في صنعاء، ومختلف المدن الواقعة تحت حكمها، ولم يستكن لهم بال إلا بعد رفع الصور الدعائية العملاقة، والموجودة بالفعل وتحمل عنوان آل البيت، أي أن الحوثيين بداية من الأب بدر الدين الحوثي المؤسس، وانتهاء بعبدالملك بدر الدين الحوثي، هم أحفاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذه مزاعم تروّج لها الأسر الحوثية، كما درجت عليها الأسر التي تسمي نفسها «الهاشمية» في اليمن.

ومن هذا المنطلق، ولتوفير الوقت والجهد على المبعوث الأممي، المطلوب منه فهم المشكلة الخلافية بين اليمنيين أنفسهم من جانب، وبين الحوثيين والسعودية من جانب آخر، وهكذا تكون نقاشات الجولة القادمة من مفاوضات ومباحثات استمرار الوصاية الدولية على اليمن.

في سياق متصل بالبصمة الوراثية للحوثيين، يجب أن يعلم المبعوث الأممي أن الجذور التاريخية للرسول، وآل البيت، هي سعودية صرفة، وشأن داخلي سعودي.

لست بصدد الحديث عن التلوث الوراثي للحوثيين، لكن اللافت للنظر في المشهد اليمني أن المبعوث الأممي طالما قد وصل إلى صنعاء لبحث خارطة حل جديدة، ترمي باتفاق ستوكهولم إلى قارعة الطريق، على المبعوث الأممي أن يبدي اهتماما كبيرا بالبصمة الوراثية للحوثيين، وتشكيل فريق جديد من خبراء الأديان، وخبراء البصمة الوراثية، فإذا ثبت أن الحوثيين من آل البيت فلهم الحق فيما يدّعونه، وإذا ثبت أنهم ليسوا يمنيين من الأساس، فما عليهم إلا تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتقديم الاعتذار التاريخي للأشقاء في المملكة العربية السعودية واليمنيين، ولكل الشعوب العربية والإسلامية.