أنقذت الممرضة السعودية مريم الشمري حياةَ عائلة تعرضت لحادث مروري بطريق القصيم/‏ حفر الباطن، حينما بادرت -عبر تدخل بطولي إنساني- بإنقاذ 4 أشخاص من تلك الأسرة، وقدمت لهم الإسعافات الأولية لحين وصول فرق إسعاف الهلال الأحمر إلى موقع الحادث.

كانت الشمري في طريقها إلى العمل، تمكّنت من إيقاف النزف وتضميد الكسور للمصابين الذين كان من بينهم طفلة عمرها 6 سنوات.

مريم الشمري تستحق التكريم على رؤس الملأ، ولا يكفي تقديم الشكر والعرفان، كأن تُرقّى إلى الدرجة التي تلي مرتبتها على الأقل، لأن تصرفها يعدّ قمة في الإنسانية، إذ إنها أوقفت نزف النازفين، وضمدت كسور المكسورين، وربما تكون أخرجتهم من داخل المركبة واحدًا تلو الآخر، وهذا يلزمه جهد كبير، والمهم أنها بذلت جهودا جبّارة في سبيل إنقاذ أفراد تلك الأسرة، ولا شك أن ما ستناله من بعد الشكر والتقدير، سيكون دافعا لغيرها للاهتمام بالأعمال الإنسانية، لا سيما إنقاذ ضحايا الحوادث المرورية، خاصة حوادث الطرق الطويلة.

وهنا أدعو كل عابري الطرق، خاصة الطويلة، إلى أن يتوشحوا بالإنسانية، وألا يتغاضى أي منهم عن الوقوف عند أي حادث مروري يراه، ليقوم بواجبه الإنساني قبل من يهمهم الأمر، من مرور أو إسعاف، فكل إنسان معرض للحوادث، ولربما تنقذ اليوم إنسانا، وغدا ينقذك مثله.

وإنقاذ مصابي الحوادث هو نوع من الإحسان، والله سبحانه يحب المحسنين، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه، ومن الشعر «أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم... فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ».

بمعنى، ربما يكون إنقاذك مصابا سببا في سعادتك بالدنيا قبل الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

حمانا الله وإياكم وكل إنسان من شر تلك الحوادث المؤلمة.. والسلامة للجميع.