لا شك أن تجسير العلاقة بين المواطن والموظف، وخلق قنوات اتصال مباشرة مطمحان لمن يبحث عن إسعاد نفسه وغيره، ولا يصح أن يتوارى الموظف مهما كان مركزه خلف كرسيه ومكتبه، ولا بد من فتح منافذ مباشرة بين المواطنين والمسؤولين، بما يدفع الالتباس، ويزيد القناعات، ويحقق الأحلام الطبيعية للناس، وفي مقدمتها أن يكون وطنهم جاذبا وجذابا.

منتصف الأسبوع الماضي حظيت الجمعية الرائدة، (الجمعية السعودية لكتاب الرأي)، بلقاء حواري جاد مع أمين العاصمة المقدسة، المهندس محمد القويحص، تميز بالشفافية والشمولية، وتعريف عن الخدمات التي تقدمها الأمانة للمواطنين والحجاج والمعتمرين، والخطط والبرامج والمشاريع الحالية والمستقبلية، والحقيقة أن الأمين لم تنقصه الصراحة في كل ما قاله، أو سئل عنه، وكانت صراحته باب قناعة لأعضاء الجمعية، في أن مستقبل أم المدائن والقرى، مكة المكرمة، الله يعمرها، واعد وجميل.

الوضع في مكة المكرمة مختلف عن غيرها من المدن، والدولة أيدها الله تسعى دائما لعمل كل ما يليق بهذه المدينة الغالية، على قلبيْ ولي الأمر وولي العهد، وقلوب السعوديين وجميع المسلمين، ولا يعني هذا عدم الوقوع في الأخطاء، وعدم الاعتراف بحدوثها، ولعل تحليل الاجتهادات التي تقدمها الدولة لمكة المكرمة، وتقييمها، يحققان آمال كثيرين ممن لم يقفوا على الوضع المكي الخالص، فكثير منا لا يعرف، أو لم يكن يعرف أن بعض المشاريع التي كانت تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة سلمت إلى (الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة) لاستكمالها، ولوائح الهيئة وأنظمتها وصلاحياتها تعني أنها المراقبة والمتابعة لهذه المشاريع، التي كانت الأمانة مسؤولة عنها، إضافة إلى أن كثيرا من الصلاحيات والاختصاصات الخاصة بكثير من الأجهزة الحكومية الأخرى، سحبت وسلمت للهيئة، بهدف التطوير، وخلق مشاريع تنموية، وخدمات مميزة، تحقق التطلعات؛ ومع هذا كله الأمانة مستمرة في بذلها لجهودها لخدمة سكان مكة المكرمة، والحجاج والمعتمرين، وهو ما كشفه الأمين في حواره، مضيفا أن موظفي الأمانة مستمرون في تحقيق كل التفاصيل التي تهم الجميع، من بنى تحتية بمختلف مرافقها، من طرق وإنارة، وجسور وأنفاق وشبكات تصريف السيول، وغيرها من خدمات كتحسين الحدائق، وخدمات النظافة، وحافلات عامة، وعمل دؤوب لتحقيق رؤية المملكة 2030.

أحسن الأمين الثامن عشر لأمانة العاصمة المقدسة في حديثه الصريح، وإجاباته الشفافة، وأحسن فريقه المصاحب في لفت الأنظار للجهود الجبارة التي تقدمها الأمانة، والأمل كبير في أن تكون مكة المكرمة من أرقى وأذكى مدن ومناطق العالم، وأن تستفيد من كل المقومات الدينية والدنيوية التي حباها الله بها، ومنها، أكرمكم الله، النفايات المهدرة، والتي يمكن أن تستفيد منها في الطاقة المتجددة، أو تحولها إلى (ألمانيا)، التي أعلنت رغبتها في استيراد النفايات، مثبتة أن النفايات سلعة عالمية، يمكن تصديرها.