خلقنا الله أحرارا، ولكن يأبى أكثر من في الأرض إلا العبودية لغير الله، بوسائط بينهم وبين الله، كالبابا والمرجع والشيخ، وإلى آخر سلسلة الكهنوت في كل الأديان السماوية والأرضية، فضلا عن الطوائف والمذاهب، والطرق والمدارس.

فمن غير المعقول أن يشكو الفرد الظلم الواقع عليه، وهو الذي ظلم نفسه، بارتهان إرادته لمرجع أو شيخ لا يكتفي بتقرير خيارات دينه، بل حتى دنياه، عبر تدخلهم في السياسة والانتخابات، حتى صاروا أدوات للخارج يوظفهم حسب أجنداته ضد مصالح البلاد والعباد.

وهذا كما أنه موجود في الديانات الأخرى، فهو موجود بشكل أسوأ لدى طوائف المسلمين، ومن ذلك على سبيل المثال ما نراه في العراق، فالشعب هو الذي رهن إرادته للمرجعية في دينه ودنياه، كما صوت في الانتخابات لمن يثور اليوم عليهم، والحل بأن يراجع كل فرد نفسه وينعتق من عبوديته لغير الله.

كما أنه كذلك في باقي الدول العربية والإسلامية، حيث «الشيخ» يقرر مصير الناس في دينهم وحتى دنياهم، وصارت «الفتوى» تقود الناس بروح عبودية بلا وعي ولا اعتراض.

وهنا نعرف قدر «التوحيد» الخالص لله، وأثره في حرية العبد، وربطه بالله دون سواه ممن يتحكم في ضروراته الخمس، حيث عرضه وروحه وماله وعقله ودينه.

فمن أراد «الحرية» والكرامة والحقوق فعليه بالوحدانية دون وساطة رجال الدين، والكفر بالولاية الطاغوتية والمرجعية الكهنوتية والمرشدية الإخونجية وتجار الدين.