اتهمت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالخيانة والغدر بالأحرار، بعد أن ركب موجة الحراك ومحاولة استغلاله، مشددة على أن المحتجين لن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسة كما فعل الصدر، وأنهم باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب. وظل الزعيم الصدري ظهيرا للحراك الشعبي في العراق منذ اندلاعه،

ويذكر المراقبون حينما تبرأ الصدر في تغريدة عن السياسيين الذين يعطلون مسيرة التقدم في العراق، وأعرب عن «غضبه وبراءته من كل سياسي يحاول تأخير عجلة التقدم بتشكيل حكومة قوية»، فيما وجه «عتبا بشأن من شكك به من متظاهري ساحة التحرير وباقي المحافظات»، وتابع «كنت أظنهم سندا لي وللعراق».

تبدل القول

وقال الصدر في تغريدة أخرى «أيها العراقيون.. قد أثلجتم قلوبنا.. ورفعتم رؤوسنا.. وحققتم أملنا.. وأغظتم عدونا.. فكتب الله لكم به عملاً صالحاً.. فجزاكم الله خير الجزاء عن العراق وأهله».

وأضاف: «إني لأبدي أسفي وعتبي على من شكك بي من متظاهري ساحة التحرير وباقي المحافظات ممن كنت سنداً لهم بعد الله وكنت أظنهم سنداً لي وللعراق.. وممن والاهم من أصحاب القلم الخارجي المأجور.. ولأشكونّهم عند رب غفار لي ولهم».

تشكيك في الصدر

يقول مراقبون أن أحرار العراق لم يشكك أحدهم في مواقف الصدر وتياره وإشادته بالمتظاهرين، ولكن اليوم ورط الزعيم نفسه، حينما ركب موجة الحراك الطائفي بعد مقتل قاسم سليماني وانحاز إلى الدعاية الإيرانية والسياسية، وحاول الاستفادة من المواقف الإيجابية تجاهه بالداخل والخارج للانحراف بالعراقيين إلى مركب آخر، بعيدا عن الأهداف والمطالب.

وتبرأ المتظاهرون العراقيون من الزعيم الصدري ومواقفه الطائفية، حينما أكدت اللجنة «أن متظاهري العراق لم يخرجوا إلى الساحات بفتوى دينية أو تغريدة صدرية»، داعية الصدر ألا يراهن وأنصاره على نفاد صبر المحتجين، معلنة تمسكهم بالعراق الحرة المستقلة.

سرقة الأهداف

وسبق أن تماهى الصدر مع مطالب المحتجين وسرق صوتهم بالدعوة إلى «تشكيل حكومة قوية مستقلة ذات سيادة ووطنية ونزاهة وكفاءة تبعد عنا الاحتلال والتدخلات الخارجية أجمع، فهم طلاب سلطة ومال، وما أنا إلا عاشق للوطن وشعبه، لا أهوى سلطة ولا أطلب مالاً، ولا أحب الدنيا قدر حبي للشهادة»، قبل أن ينزلق بتياره بعيدا عن صفوف الشعب العراقي الحر. ويرى المراقبون أن العديد من الجماعات الطائفية والسياسيين في العراق حاولوا تصفية الحراك الشعبي، بإشعال المعارك الجانبية بالانسياق خلف الدعاية الإيرانية والعداء للوجود الأمريكي ومقتل سليماني، وافتعال المعارك في المنطقة الخضراء، إلا أن جميع المحاولات فشلت في قتل جذوة الثورة العراقية.

وعد إيراني

وفسرت اللجنة التنسيقية تخلي الصدر وخيانته للمتظاهرين في هذا الوقت، إلى وعود إيرانية بأن يترأس التيار الصدري الحكومة المقبلة، بعد أن سحب زعيم التيار الصدري دعمه للحراك، مما دفع أتباعه لحزم أمتعتهم ومغادرة مخيمات الاحتجاج.

مواصلة الحراك

وردا على التيار الصدري، أعلنت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق، أمس، أن المحتجين باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب التي نزلوا إلى الشوارع من أجلها في مطلع أكتوبر 2019، وذلك في أعقاب مواجهات بين المحتجين والمعتصمين في ساحاتها وبين القوات الأمنية. وأفادت مصادر بأن الأمن العراقي أزال الحواجز الخرسانية قرب ساحة الاعتصام وسط بغداد، فيما أدت المواجهات إلى مقتل أربعة متظاهرين وإصابة 7 آخرين بجروح أمس مع إعادة السلطات فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية أخرى.

البصرة تغلي

وأفاد مراسلون باقتحام قوات الصدمة ساحة الاعتصام في مدينة البصرة جنوب العراق، فجر أمس، واعتقال عدة أشخاص، كما سيطرت على ساحة اعتصام فلكة البحرية، مشيرين إلى أن تلك القوات حاصرت المتظاهرين وعمدت إلى إزالة الخيم من ساحة الاعتصام، فيما اتهم بعض المعتصمين تلك القوات بحرق الخيم وتنفيذ اعتقالات بالجملة بأوامر من محافظ البصرة.

الناصرية والديوانية

أفادت وسائل إعلامية محلية بأن محتجين قطعوا، أمس، طرقا في ساحة الحبوبي بالناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب البلاد، بينها جسر الحضارات، فيما أفاد إعلام شرطة ذي قار بأنه لا نية لاستعمال العنف أو فض الاعتصام بالقوة، مؤكدة أنه جرى الاتفاق مع المحتجين على فتح طريق بديل عن الطريق الدولي.

تنسيقية التظاهرات في العراق تهاجم الصدر

اتهام الصدر بالخيانة والغدر بالأحرار

ركوب موجة الحراك الطائفي ومحاولة استغلاله

المحتجون لن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسة

الصدر يخدم الدعاية الإيرانية لتصفية الحراك الشعبي

إيران وعدت الصدر برئاسة الحكومة إذ سحب دعمه للحراك