بعد 20 عاما من مسيرة جريدة «الوطن» السعودية، ومع نهاية يناير وبداية فبراير أمس، أطلقت الصحيفة العدد الأسبوعي المتميز، الذي يغطي يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وذلك في مقاس جديد وإعداد فريد من ناحية الشكل والمضمون.

وقد لفت نظري عدة مواد. فمشاهدة الغلاف كفيلة بإدراك العمل الصحفي المهني الذي غاب عن كثير من الصحف التي صارت رمادية، وأحيانا منحازة إلى مصالحها المادية على حساب رسالتها المهنية.

ففي الشأن الرقابي ومباشرة الصحافة للعين الثالثة والسلطة الرابعة، وجدت عنوانا محترفا يقول: «الوعد يا معالي الوزير، 15 شهرا لم تكفِ العمل لتخفيض تكاليف الاستقدام»، وهذا الذي يفترض في العمل الصحفي، أن يؤدي دور الرقيب ونقل صوت الشارع وليس التطبيل لهذه الجهة أو تلك، لكونه مستفيدا منها على حساب الواجب الوطني.

وفي الشأن الفكري، وجدت مادة رائعة كم تمنيتها، وهي طرح الضوء الصحفي على التوجهات الفكرية، لا سيما المؤدلجة بروح مسؤولة، إذ جاء العنوان: «الطنطاوي، هل كان إخوانيا أم مفترى عليه»، وأتمنى أن يستمر هذا الطرح التنويري لكشف الرموز الراحلة والمعاصرة، حتى يفهم الناس الحقيقة بلا تستر ولا تحامل.

وأما لعبة «المزمار»، فلا يعنينا مصدرها بقدر ما يعنينا كونها ثقافة يجب احترامها. فالإسلام للبشرية كافة، والحرمان لجميع المسلمين، بلا تغييب للتاريخ، ولا عنصرية تصادر حقوق المستوطنين عبر قرون. والوطنية والوسطية هما الملاذ لمصلحة البلاد والعباد.