بعد 3 محاولات سابقة بدأت في الثمانينات من القرن الماضي، وقع وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم، وذلك لإنشاء مشروع «المدينة الإعلامية» التي يرأس مجلس إدارتها بنفسه، حيث ستكون وجهة متميزة عالميا ومتعددة اللغات، بالإضافة إلى تحويلها لمركز إعلامي وثقافي وتقني رائد في المنطقة. ويأتي المشروع الجديد تأكيدا على دعم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد لمسيرة البناء والتنمية والازدهار لتحقيق المحاور الرئيسية الثلاث التي تعتمد عليها رؤية 2030 «وهي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

أول محاولة في جدة

كشفت مصادر لـ«الوطن» أن أولى المحاولات لإنشاء مدينة إعلامية في المملكة كانت في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وحينها لم يكن هناك بث بواسطة الأقمار الصناعية، إذ تولى المهمة كل من محمد قزاز وفؤاد قنديل، وهما إعلاميان سعوديان حاولا افتتاح مدينة إنتاج إعلامي في البحرين تتضمن استوديوهات عملاقة ووحدات مونتاجا وتسجيلا صوتا وغيرها من التقنيات المتوفرة في ذلك الوقت. وأضافت المصادر أن الفكرة تغير مسارها فيما بعد، وذلك عندما انتقلت فكرة بناء المدينة من البحرين إلى حي بريمان في مدينة جدة، وحسب المعلومات فإن المباني الخاصة بها لا تزال قائمة حتى اليوم.

وقالت المصادر إن مشروع المدينة تعرض لعدة عقبات وتحديدا عام 1983، حيث لم يستطع رواد المشروع تشغيله وفقا للخطة التي وضعوها فاستخدمت المدينة في أعمال بسيطة لم ترق إلى المستوى المطلوب، الأمر الذي أدى لاحقا إلى إغلاق المشروع.

مدينة على الورق

المحاولة الثانية، وفقا للمصادر، كانت عبارة عن مشروع على الورق، لم يتم فيه أي شيء، وبدأت فكرته تحديدا في حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عام 2005، حيث تم الإعلان عن إنشاء مدينة إعلامية وهذه المدينة كانت مناصفة بين mbc و art، لكن لم يحدث أي شيء بخصوصها وانتهت المحاولة في مهدها.

مشروع ينتظر تفعيل الترخيص

المحاولة الثالثة بدأت عندما كان عبدالعزيز خوجة وزيرا للإعلام عام 1438، حيث صدرت الموافقة على إنشاء مدينة إعلامية يرأس مجلس إدارتها مفلح الهفتا، وتحمل اسم «المدينة الإعلامية السعودية» وتم إنشاؤها في الرياض، وبنيت فيها مجموعة من الاستوديوهات الضخمة وتتضمن أكبر استوديو في العالم مساحته 5.5 آلاف متر مربع، وكذلك أضخم مركز بث في الشرق الأوسط قادر على إطلاق 103 قنوات.

يقول الهفتا لـ«الوطن» إن هذه المدينة عانت الكثير من المشاكل والعراقيل التي حالت دون تطورها وتوسعها بالشكل المطلوب خصوصا مع تعاقب وزراء الإعلام وتعرض المشروع للإلغاء أكثر من مرة من قبل الوزارة، مما اضطر المدينة للجوء إلى القضاء لأكثر من مرة.

قطاعات المشروع

يشمل المشروع، الذي يقع في حي السفارات (غرب العاصمة الرياض)، قطاعات في الثقافة والإعلام والتقنية، والتي تؤثر بشكل مباشر على الصناعة الإبداعية المستقبلية، كالنشر والبودكاست والأفلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان الرقمي والتعليم الرقمي والواقع المعزز وتطوير المحتوى، والتصوير والتصميم والأزياء والصحف والمجلات والإذاعات والمحطات التلفزيونية، وغيرها. ويقدم المشروع خدمات متنوعة لتغطية احتياجات قطاعات الثقافة والإعلام والتقنية، كالأستديوهات، وخدمات تمكين الثقافة، والمكاتب، والمناطق السكنية والتجارية، والضيافة، وحاضنات أعمال.

المستهدفات

يستهدف المشروع شبكات وسائل الإعلام في المنطقة، وكبريات منصات التجارة الإلكترونية، وتقنيات الأقمار الصناعية، والهيئات الدولية والإقليمية المتخصصة، والمشاريع الإنتاجية الواعدة والهيئات الوطنية المتخصصة في قطاع الثقافة والإعلام والتقنية والابتكار والمعرفة، وتعطي الفرصة لتطوير وتعزيز فرص النمو للشركات الواعدة الصغيرة والمتوسطة. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في الناتج المحلي، ويخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة، ويتسع لأكثر من 1000 منشأة. وفي حزمة أولى من الاتفاقيات، وقع صندوق eWTP Arabia الاستثماري لشركة «علي كلاود» التابعة لمجموعة علي بابا الصينية، مذكرة تفاهم مع مشروع «المدينة الإعلامية»، لتأسيس مقر إقليمي MENA فيها. كما وقعت مجموعة MBC الإعلامية، وشبكة «العربية والحدث التلفزيونية»، والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق SRMG، اتفاقيات مع مشروع «المدينة الإعلامية»، لإنشاء مقرات جديدة لها في نطاق المشروع.

وجهة محفزة

أكد وزير الثقافة أن المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع كبيرة تحظى برعاية القيادة الرشيدة للاستفادة من الإمكانات السعودية، مشيرا إلى أن المشروع لا يمكن حصره في قطاع بعينه، بل «ذهبنا إلى فضاءات لا محدودة في كل قطاعات المستقبل والمعرفة والتقنية والإعلام والثقافة». وقال إن المشروع سيكون وجهة محفزة، وأن هدفها أن تكون ضمن أفضل المدن الإبداعية في العالم، و«في المملكة لدينا الإمكانات، ولدينا الرغبة للمضي قدماً نحو أهدافنا المرسومة بدعم وتوجيه من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد».

ولفت إلى أن المواطنين السعوديين يعدون من أكبر المستهلكين للمنصات الإعلامية الرقمية، إذ يسجل «اليوتيوب» مشاهدات مرتفعة جداً في المملكة، وتعد السعودية من أكبر الأسواق العالمية لـ«سناب شات»، ويشكل السعوديون وحدهم أكثر من 40 % من مستخدمي«تويتر» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في وقت يتصاعد نمو سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة، مؤكداً إلى أن المشروع سيشرع أبوابه لجميع المشاريع الطموحة والجادة والإبداعية.

- الموقع الجغرافي حيث إن 50 % من دول العالم تبعد 5 ساعات من المملكة

- لدى المملكة خطط طموحة للنمو والتنوع الاقتصادي

- خلق مجتمع حيوي

- تطوير القطاعات الثقافية والإعلامية والتكنولوجية

- تقوية المنافسة العالمية للمملكة

- يندرج اقتصاد المملكة ضمن أقوى عشرين اقتصادا بالعالم

- الميزة التنافسية لمشروع المدينة الإعلامية

مجموعة MBC

تأست عام 1991 في لندن

مقرّها الرئيسي حاليا في مدينة دبي للإعلام بدولة الإمارات

تضم اليوم 18 قناة تلفزيونية

مجموعة علي بابا

شركة صينية تكسب إيراداتها

من أنشطتها التجارية عبر الإنترنت

تملك 10 شركات عالمية

لديها صندوق استثماري قوي يستثمر في عدد من البلدان

المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق

تمتلك 5 شركات متخصصة في الأبحاث والنشر والتوزيع والطباعة وخدمات الإنترنت

تملك أيضا 25 شركة متخصصة في نفس المجالات

800 مليون ريال رأس مال الشركة