فنّد المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور المنصور عدداً من الادعاءات التي تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية ووسائل إعلام حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني.

واستعرض المنصور في مؤتمر صحفي عقده بنادي ضباط القوات المسلحة بالرياض اليوم النتائج النهائية التي توصل إليها الفريق لستة حوادث تضمنتها تلك الادعاءات.

استهداف سوق يختل

حول ما ورد للفريق المشترك عن قيام طيران التحالف عند الساعة (11:00) صباحاً بتاريخ (10/02/2016م) باستهداف سوق يختل مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى المدنيين الذين كانوا في السوق، وقتل 6 أشخاص وإصابة 3 آخرين، أوضح المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، والاطلاع على جميع الوثائق، تبين للفريق المشترك أنه في الساعة (1:18) ظهراً من يوم الأربعاء الموافق (10/02/2016م) قامت قوات التحالف بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري محدد بمديرية المخا في محافظة (تعز)، باستخدام قنبلة موجهة أصابت الهدف، ويبعد مسافة (15) كم تقريباً عن مدينة (يختل) الواردة في الادعاء، فيما توصّل الفريق إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف سوق (يختل) بمديرية (المخا) في محافظة (تعز) كما ورد بالادعاء.

انتهاكات حقوق الإنسان

عن ما ورد في التقرير السادس الصادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال المدة من (1/08/2018م) وحتى (31/01/2019م) والمتضمن قصف المستشفى من قبل طيران التحالف العربي وتدميره، فإن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، تبين للفريق المشترك أنه وردت لقوات التحالف معلومات استخباراتية تفيد بوجود عناصر تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة وأنصار الرئيس السابق في عدد من المواقع في مدينة (حريب) بمحافظة (مأرب) ومن ضمنها (المبنى) محل الادعاء، فيما تبين للفريق المشترك بأن (المبنى) محل الادعاء ليس من ضمن قائمة الأماكن المحظور استهدافها في ذلك الوقت.

ولفت المتحدث باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث الانتباه إلى أنه تبين بأن المبنى تم الاستيلاء عليه من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة وقوات الرئيس السابق واستخدامه لدعم المجهود الحربي والإسهام الفعال في العمل العسكري وهو ما يعدّ هدفا عسكريا مشروعا يحقق تدميره ميزة عسكرية.

عملية عسكرية

فيما يتعلق بما أحالته قوات التحالف إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث بشأن التحقق من نتائج عملية عسكرية نفذتها قوات التحالف بتاريخ (11/8/2019م) بمحافظة (حجة)، قال المنصور: قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق، وتقييم الأدلة تبين للفريق المشترك أنه في يوم الجمعة الموافق (09/08/2019م) وردت معلومات استخباراتية من عدة مصادر من الداخل اليمني تفيد بوجود تجمعات ميليشيا الحوثي المسلحة بين الأشجار في منطقة محددة وخالية من المدنيين غربي وادي الصوامل، وأن تلك التجمعات ستنفذ هجوماً وشيكاً على قوات التحالف، وهو ما يعدّ هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية.

إدعاء قصف منزل

فيما يتعلق بما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية بأنه ما بين الساعة السادسة والثامنة من صباح يوم (27 يناير 2018م) قصفت طائرات التحالف منزلاً مدنياً في قرية (الركب) بمحافظة (تعز)، مما أسفر عن مقتل وجرح جميع أفراد عائلة ( ن ) (الستة)، وبعد مرور نحو (10) دقائق على الضربة، وصل أحد الأقارب إلى مكان الحادث، وهو( أ م ن)، الذي قال لمنظمة العفو الدولية: "ساعدتُ في انتشال الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض"، كما تضمن الادعاء أن شهود ذكروا بأن الموقع كان على بعد (3) كم على الأقل من أي هدف عسكري، ولم يوجد أي مقاتلين بالقرب منه في ذلك الوقت.

وقامت منظمة العفو الدولية بتحليل فيديو تم تصويره بعد الضربة الجوية، وأكدت أن الذخيرة المستخدمة كانت قنبلة من نوع (GBU-12) موجَّهة بالليزر وتزن (500) باوند، قال المنصور: إن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، تبين للفريق المشترك أن القوات الشرعية في منطقة العمليات العسكرية وأثناء الاشتباكات مع ميليشيا الحوثي المسلحة طلبت استهداف مبنى يوجد به عناصر مقاتلة من ميليشيا الحوثي المسلحة في قرية الركب بمحافظة تعز، وبعد الرصد، قامت قوات التحالف بتنفيذ مهمة جوية لاستهداف (مبنى) يوجد به (عناصر مقاتلة من ميليشيا الحوثي المسلحة) ويستخدم لغرض الإسهام الفعال في الأعمال العسكرية في قرية (الركب) بمحافظة (تعز)، وهو ما يعدّ هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية.

إدعاء قصف باص

حول ما ورد للفريق المشترك لتقييم الحوادث عن قيام قوات التحالف يوم الاثنين عند حوالي الساعة (02:00) بعد الظهر بتاريخ (30 /03/ 2015 م) بقصف (باص) من نوع (تويوتا هايس) بجانب (نقطة العلم) بمديرية (خور مكسر) بمحافظة (عدن)، يحمل مجموعة من الركاب (رجال ونساء وأطفال) متوجهين من منطقة (الشيخ عثمان) بمحافظة (عدن) إلى منطقة (المحفد) بمحافظة (أبين)، أثناء تحليق الطائرة على منطقة (المجاري) مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين وتدمير (الباص) بالكامل.

قال المنصور: قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق، تبين للفريق المشترك أنه في يوم الاثنين الموافق (30/03/2015م) لم تقم قوات التحالف بتنفيذ أي مهام جوية في محافظة (عدن)، وأن أقرب استهداف كان على هدف عسكري مشروع عبارة عن (هناجر لتخزين الأسلحة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة) في محافظة (لحج) وذلك باستخدام قنابل أصابت أهدافها، ويبعد هذا الهدف مسافة (16) كم عن إحداثي الموقع الوارد من جهة الادعاء.

وبيّن أنه اتضح للفريق المشترك أن الإحداثي الوارد من جهة الادعاء يقع بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن، وأن نقطة العلم هي نقطة تفتيش بين محافظة أبين ومحافظة عدن، وتبعد عن الإحداثي الوارد من جهة الادعاء مسافة (12) كم.

وأشار أيضا إلى أنه تبيّن للفريق المشترك من خلال الاطلاع على سجل المهام اليومي للعمليات الجوية المنفذة من قوات التحالف لليوم السابق واليوم اللاحق للتاريخ الوارد في الادعاء توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف (باص) نوع (هايس) بمديرية (خور مكسر) بمحافظة (عدن) بتاريخ (30/03/2015م).

إدعاء نيويورك تايمز

فيما يتعلق بما ورد في الرسالة الواردة من مراسل صحيفة (نيويورك تايمز) بتاريخ (14/11/2018م) إلى المتحدث الرسمي لقوات التحالف المتضمنة أنه بتاريخ (11/08/2018م) استهدفت قوات التحالف البحرية قارب صيد مدني يسمى (آفاق) مما تسبب في مقتل (11) صيادا مدنيا ونجاة (3) آخرين، وكذلك ما ورد أيضاً في مقال في صحيفة نيويورك تايمز الصادر بتاريخ (17/12/2018م) المتضمن أنه بتاريخ (14/08/2018م) كان قارب صيد يمني يدعى (آفاق) يبحر في مياه البحر الأحمر وظهرت مروحية تحوم فوق القارب لتظهر بعدها سفينة حربية توجه بنادقها نحو القارب، وابلٌ من الطلقات شقّ المياه المحيطة بالقارب الذي يحمل اسم "آفاق"، واشتعلت النيران في محرّك القارب.

قال المنصور: قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد الاطلاع على جميع الوثائق، تبين للفريق المشترك أنه بعد اطلاع الفريق المشترك على سجل المهام اليومية والعمليات العسكرية البحرية المنفذة لسفن قوات التحالف بتاريخ (11/08/2018م) وتاريخ (14/08/2018م) توصل إلى وجود طائرة غير مسلحة من نوع (بحث وإنقاذ) ملحقة على س. ج. م (مكة)، قامت يوم الثلاثاء الموافق (14/08/2018م) بتنفيذ مهمة واحدة كانت عملية (إخلاء طبي) حيث أقلعت الساعة (07:50) صباحاً وأنهت مهمتها وهبطت على ظهر السفينة عند الساعة (10:11) صباحاً، ولم تتعامل قوات التحالف البحرية مع أي أهداف سطحية في تاريخ ومنطقة الادعاء، كما لم يتوفر للفريق المشترك أي معلومات إضافية تؤكد وقوع الحادثة في تاريخ ومنطقة الادعاء.