برّأ مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترمب من تهمتي عرقلة عمل الكونجرس واستغلال السلطة في ختام محاكمة تاريخية سعى من خلالها الديموقراطيون لعزله فيما تكاتف الجمهوريون لتبرئته.

وفي المجلس المؤلّف من 100 عضو، صوّت 52 عضوًا جمهوريًّا من أصل 53 على تبرئة الرئيس من تهمة استغلال السلطة، فيما صوّت 53 عضوًا جمهوريًّا على تبرئته من تهمة عرقلة عمل الكونجرس، وهما التهمتان اللتان وجّههما إليه مجلس النواب في 18 ديسمبر.

في المقابل، صوّت كلّ الأعضاء الديموقراطيّين على إدانة ترمب بالتهمتين.

وقد قال السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا ميت رومني إنه سيصوت في لإدانة ترمب في محاكمة عزله في مجلس الشيوخ. وتابع مرشح الرئاسة لعام 2012 في كلمة أمام مجلس الشيوخ إن "الرئيس مذنب بإساءة استخدام مروعة للثقة العامة".

ومن المرجح أن يكون رومني الصوت الجمهوري الوحيد الذي يدين ترمب عندما ينظر مجلس الشيوخ في اتهامات مجلس النواب للرئيس بسوء استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.

ويتجه مجلس الشيوخ صوب تبرئة ترمب من اتهامات بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس بعد 4 أشهر من بدء الديمقراطيين في مجلس النواب تحقيق مساءلة رسمي يتعلق بتعاملات الرئيس مع أوكرانيا.

ويواجه ترمب، وهو جمهوري وثالث رئيس أمريكي يخضع لمساءلة في مجلس النواب ومحاكمة في مجلس الشيوخ، تصويتاً يحدد إن كان يستطيع استكمال فترته الرئاسية أم يتعين عليه تسليم السلطة على الفور لنائبه مايك بنس.

وعلى الرغم من أن التصويت سيكون تاريخياً، فإنه لا يوجد شكوك تذكر بشأن نتيجته نظراً للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ.

ويتطلب الأمر موافقة 67 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ الـ100 لعزل الرئيس من منصبه وهو أمر غير مسبوق في المجلس.

وفي حال تبرئة ترمب فسوف ينقل الجمهوريون والديمقراطيون قضية كل منهما إلى الناخبين حيث يسعى ترمب للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات التي تجرى في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وركزت محاكمة ترمب في مجلس الشيوخ، التي استمرت 21 يوماً، على ما إن كان الرئيس منع مساعدة أمريكية لأوكرانيا في الصيف الماضي للضغط على كييف من أجل بدء تحقيق يتعلق بجو بايدن نائب الرئيس السابق وأحد مرشحي الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام.

ونفى ترمب ارتكاب أي مخالفة واحتشد الجمهوريون في مجلس النواب ومجلس الشيوخ حوله بدرجة كبيرة. لكن في الأيام القليلة الماضية انتقد بعض الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ تصرفات ترمب رغم أنهم أيدوا حقه في البقاء في السلطة.