استشهد الدكتور عبدالله القيسي أستاذ علم الفيروسات المساعد بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة جازان العائد من جامعة تكساس بمادة صحيفة لـ«الوطن» كانت بعنوان «فريق سعودي أمريكي يطور لقاحاً فعالاً لفيروس كورونا».

توقعات صائبة

بين الدكتور القيسي أن توقعات الصحة العالمية بظهور أحد فيروسات كورونا أو فيروس لم نعلم به صائبة، مشيراً إلى أن ما يميز فيروس كورونا شكله الذي يظهر على شكل تاج من خلال المجهر، وذلك سبب تسميته بكورونا، وهي فيروسات صغيرة جدا تصيب الحيوانات والطيور، ولذلك فأثرها قائم، فهي تصيب الإنسان ومصدرها الحيوانات. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها جامعة جازان برعاية مدير الجامعة الدكتور مرعي القحطاني للتوعية بفيروس كورونا الجديد بمسرح كلية العلوم الطبية التطبيقية.

جهود مضنية

أكد الدكتور القيسي أن وزارة الصحة بذلت جهوداً مضنية لمكافحة الفيروس الجديد لإبقائه خارج السعودية، مبيناً أن أغلب هذه الفيروسات مصدرها حيواني.

7 فيروسات

بين القيسي أن الفيروسات التي تصيب الإنسان عددها إلى الآن ستة والسابع هو ما ظهر في الصين حالياً، أربعة منها تصيب الإنسان ولكن لا تسبب عدوى، وعندما ظهر فيروس «سارس» عام 2003 وهو من الصين أيضاً وانتشر في أكثر من 27 دولة حول العالم سبب هلعا، حيث إنه أول مرض ينتشر في ذلك الوقت واستمر لمدة 8 أشهر قبل أن يتم السيطرة عليه، ليس بواسطة علاج وإنما بواسطة وسائل الصحة العامة الصارمة، وبلغ عدد الحالات أكثر من 8100 حالة، توفي منها 10% تقريباً.

2500 حالة

بعد ذلك ظهر مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة في العام 2012، وانتشر في 27 دولة أيضاً، وما يميز هذه الأمراض أن جميعها مصدرها حيواني، مبيناً أن عدد الحالات إلى اليوم يقارب الـ2500 حالة توفي منها 385 حالة، واكتشف العلماء أن مصدر المرض الجمال، حيث كانت الوسيط في نقل المرض والذي اكتسبه من الخفافيش، وبعد ذلك انتقل إلى الإنسان، مؤكداً أن وزارة الصحة تعمل على تطوير لقاح للجمال فقط حتى تمنع انتشار الفيروس من الجمال إلى الإنسان.

ما حدث اليوم

أشار القيسي إلى أنه بعد هذا الفيروس بـ7 سنوات ظهر الفيروس الجديد الذي هو حالياً، ولكن قبل ذلك من العام 2012، وإلى العام 2019 كان العلماء متيقنين، بأن هناك فيروسات جديدة سوف تظهر ونشر بحثا بهذا الخصوص في العامين 2014م و2015م مثل فيروس «سارس»، وهي موجودة في حيوانات أخرى وتحتاج إلى وقت إلى ظهورها في الإنسان وهو فعلاً ما حدث.

سهولة التنقل

أجاب القيسي عن لماذا تنتقل الفيروسات إلى الحيوانات بكثرة في الفترة الأخيرة، وبين أن من أهم الأسباب: فترة حضانة الفيروس في جسم الإنسان 14 يوما، تظهر بعدها الأعراض وسهولة التنقل والسفر بين الدول في نفس اليوم، وكذلك اكتظاظ المدن بالسكان، والعادات الغذائية للشعوب.

إجراءات وقائية

بين القيسي أن منظمة الصحة العالمية أعلنت خطة الطوارئ العالمية، وقامت المملكة باتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية للحماية من دخول المرض، كما قامت بتخصيص 25 مستشفى عزل على مستوى المملكة تحسباً لأي طارئ حسب تصريحات وزارة الصحة.

مدير الجامعة

من جانبه أكد مدير جامعة جازان الدكتور مرعي بن حسين القحطاني أن خطة الطوارئ والخطة التنفيذية التي أقرتها الجامعة للوقاية من مرض كورونا الجديد متميزة ومتكاملة، مشيراً إلى أن دور الجامعة مهم وفاعل في هذا الجانب. وبين أن الخطة طلبت من قبل وزارة التعليم وقد كانت الجامعة من أولى الجامعات التي أقرت وسلمت خطتها في وقت قياسي للوزارة، حاثاً القائمين على هذه الخطة على إيصالها إلى كل المعنيين سواء للعمداء أو الجهات المعنية، إضافة إلى شركاء الجامعة الخارجيين في الشؤون الصحية والتعليم العام. وافتتح المشرف على مركز الأبحاث الطبية الدكتور ناصر شبير الندوة حيث تحدث فيها عن نشأة الفيروسات وتاريخها وما استحدث في علم الفيروسات.

خطط طوارئ

تحدث وكيل الجامعة للتطوير وريادة الأعمال الدكتور محمد بن محسن صفحي عن خطة جامعة جازان للطوارئ، حيث بين أن الخطة تهدف إلى الاستعداد لمواجهة المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد ومتابعته بصورة دقيقة، وترتيب آلية العمل بين الجهات المختلفة في الجامعة ووضع السياسات والإجراءات العامة والتفصيلية داخل إداراتها ومنشآتها التعليمية، بما يرفع الوعي والثقافة العامة بالمرض، إضافة إلى توسيع مشاركة الجامعة وتقديم خدمات ممتدة للمجتمع تشمل التثقيف والوقاية والعلاج. وأشار الصفحي إلى أن الخطة وضعت أربعة أبعاد لها وهي: التثقيف والتوعية، الهيكل التنظيمي لسير العمل، مستويات خطورة الحالات، الإجراءات. وبين الصفحي أن الخطة لها 4 مراحل وهي الخضراء: وتشير إلى وجود المرض خارج السعودية، الصفراء: وتشير إلى إصابة حالة داخل السعودية، البرتقالي: وتشير إلى إصابة حالة داخل جازان، الحمراء: وتشير إلى إصابة أحد منسوبي الجامعة، ويتم تحديد الإجراءات لكل حالة من قبل اللجنة المركزية. وعن الإجراءات بين الصفحي أن الحالتين الخضراء والصفراء يتم تقديم توعية عامة بالمرض، ونشر هذه الثقافة في المجتمع من خلال منسوبي الجامعة، والاستفادة من التقنية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من السكان، فيما الحالة البرتقالية يتم تعزيز مفهوم الوقاية الشخصية ومنع انتقال الأمراض داخل مرافق الجامعة، وتوفير أدوات الوقاية الشخصية وتعزيز أهمية استخدامها. وأخيراً في المرحلة الحمراء: يتم الدعم العلاجي للمصابين من منسوبي الجامعة وطلابها ضمن ما توفره الجهات العليا تبعاً للأنظمة أو الخيارات العلاجية المتوفرة.