تحالف جديد تقوده فرنسا ضد الوجود التركي في البحر المتوسط يميزه فيه هذه المرة الصفقات العسكرية، حيث اتفقت مؤخرا مع كل من اليونان وقبرص، وأعلنت وزارة الدفاع القبرصية عن توقيع عقد مع باريس لشراء معدات عسكرية بقيمة 240 مليون يورو (262.71 مليون دولار). وعلى الرغم من حساسية هذا الخبر، إلا أن وسائل إعلام فرنسية أكدت أن الصفقة تهدف إلى إيقاف تركيا التي تنقب عن مصادر الطاقة في المياه الإقليمية للجزيرة الأوروبية ومنعها من ذلك حتى لو كان بالقوة.

من جهتها، تعزز اليونان منذ أسابيع حضورها الدفاعي إلى جانب حليفيها الأمريكي والفرنسي في البحر المتوسط، على أمل كسب دعمهما لها بمواجهة جارتها تركيا، وجذب قدراتهما الاستثمارية.

اتفاقات مع واشنطن

مع تصاعد التوتر في شرق المتوسط، عززت الحكومة المحافظة في أثينا خلال شهر واحد تعاونها الاستراتيجي مع باريس، وأعادت تفعيل اتفاق عسكري مع واشنطن. إضافة إلى ذلك، تشارك فرقاطة يونانية منذ الأسبوع الماضي في مهمة إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في شرق البحر المتوسط.

وخلال تصويت مؤخرا في البرلمان حول اتفاق الدفاع الأمريكي اليوناني، رحّب رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بـ»تعزيز التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة»، مشيرا كذلك إلى أن التعاون العسكري في فرنسا «لم يكن أفضل يوما».

مبادرات دبلوماسية

يضاف ذلك إلى مبادرات دبلوماسية جديدة اعتمدتها أثينا مؤخرا ضد الاتفاقين المثيرين للجدل اللذين وقعتهما أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، ويعاد بموجبهما ترسيم الحدود البحرية دون أخذ الجزر اليونانية في الاعتبار.

ووضع هذان الاتفاقان اللذان ندد بهما الاتحاد الأوروبي، العلاقات اليونانية-التركية، الحساسة تقليدياً، تحت الاختبار من جديد. وفضلاً عن مسألة تدفق المهاجرين من السواحل التركية إلى الجزر اليونانية، يتنازع البلدان منذ زمن طويل على قضايا السيادة في بحر إيجه.

القوة الأوروبية

يؤكد كوستانتينوس فيليس مدير الأبحاث في المعهد اليوناني للعلاقات الدولية أن «مشاركة اليونان في القوة الأوروبية في المتوسط أمر ضروري نظراً لاستفزازات تركيا ومحاولاتها فرض نفسها في هذه المنطقة بغض النظر عن القانون الدولي».

وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيستاتس أن اليونان تريد «تعزيز قدرتها على ردع من قد يكون لديهم أهداف» في المنطقة.

تحالف مثالي

يرى دبلوماسيون أن فرنسا شجعت اليونان على أن تكون «أكثر استقلالا» و» أن تلعب دورا أكثر نشاطا في المبادرات الأوروبية للدفاع كتلك الموجودة في منطقة الساحل».

واعتبر أستاذ القانون الدولي في جامعة أثينا والباحث في المركز اليوناني للسياسة الأوروبية «إلياميب» بانايوتيس تساكوناس أن «فرنسا حالياً هي الحليف المثالي لليونان».

مجال التنقيب

يذكر هذا الخبير أن «البلدين يتشاركان الموقف نفسه حول الوضع في شرق المتوسط»، وأشار إلى مصالح الشركات الفرنسية العاملة في مجال التنقيب عن مصادر الطاقة في بحر قبرص، الحليف الرئيسي لليونان.

وحالت تركيا التي تحتل منذ 1974 الجزء الشمالي من الجزيرة وتعارض حق نيقوسيا بالتنقيب في المتوسط، دون تنفيذ تلك الشركات لعمليات حفر أكثر من مرة ما أثار استياء الغربيين، فيما تفاوض أثينا فرنسا لشراء فرقاطتين متوسطتين فرنسيتين.

طموحات يونانية

وبحسب الحكومة اليونانية، تريد الولايات المتحدة استثمار 12 مليون يورو في قاعدة لاريسا الجوية في وسط اليونان، و6 ملايين يورو في القاعدة الأمريكية في سودا في جزيرة كريت اليونانية. وتريد اليونان أيضا تحديث أسطولها من المقاتلات الأمريكية «إف-16» وأعربت عن اهتمامها بشراء طائرات مسيرة وطائرات «إف-35».

كيف عززت اليونان وقبرص تحالفاتهما الاستراتيجية

عززت اليونان تعاونها مع باريس

أعادت أثينا تفعيل اتفاق عسكري مع واشنطن

تفاوض اليونان فرنسا لشراء فرقاطتين متوسطتين

إعلان قبرص شراء معدات عسكرية بقيمة 240 مليونا