كيف لهذه الأطماع أن تأتي الآن، ودول عظمى تتقاسم النفوذ لمصالحها؟، لدرجة أن دولة الاحتلال الصهيوني مستفيدة من هذا الصراع!، وقد اندلعت الثورة شعبية خالصة بمطالبات إصلاحية ولم نكن نتحدث وقتها عن الأطماع الدولية واختراق الاستخبارات، وأتحدث هنا عن ثورة سورية، من دعا إلى هذه الثورة التي ستنتهي بتشريح سورية؟.

في بداية الثورة قمعَ النظام المتظاهرين لهذه المطالبات بالقوة، أليس هذا هو إفساد مشروع التقسيم الذي نتحدث عنه الآن؟، كأن ثورة الشعب عملت في بدايتها على تمزيق سورية، وحافظ النظام على سورية كدولة موحدة في بادئ الأمر، عملت الثورة والنظام معًا الآن على الإطاحة بسورية!، الرأي العام لثورة الشعب آنذاك الذي تشكل في مطالباته للحرية والإصلاح عام 2011 من يقف خلفه؟!، النظام الذي واجه الثورة في بدايتها بآلاته العسكرية لإخمادها، قد لا يقف خلفه أحد سوى النظام نفسه!، لا يفهم أحد أنني مع النظام في سياسته السابقة واللاحقة، فهو يتحمل الجزء الكبير فيما وصلت إليه الثورة ودفعها بهذا العنف، الإعلام الخفي الموجه للجماهير، المحبوك في دهاليز أجهزة الاستخبارات العالمية، تتعاطاه الشعوب من دون أن تشعر، حتى تظن أن هذه هي رغبتها، وتمارسها علناً، في الإعلام اضطربت البلاد قبل أن تضطرب فعلاً!، ثارت الصورة قبل مطالب الشعب وقمع النظام!، لم يكن للنظام ولا للشعرؤية، إنها رؤية من هو خلف الكاميرا!.

يقول مارك جلين (الحقبة الزمنية الحالية في أمريكا سيطلق عليها في التاريخ «حقبة التاريخ المزيف»، حيث إنها حقبة شهدت أعلى درجات انعدام التفكير لدى الشعب الأمريكي بسبب آلة الإعلام المضللة التي تخدم أغراض السياسات الأمريكية).

وأخيرًا، حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء، ومن كل باب يلج فيه الجاهل والإمعة والمتهور، وينفذ إلينا بهرجه ومرجه.