الأرقام والأحداث خير شاهد على الحقائق، لأن المتلقي يقف احتراما لآلية الإثبات، وبالتالي لسنا محتاجين للصوت العالي، ما دام أن هناك رقما وحدثا يؤكدان المنجز.

ما دفعني إلى كتابة المقدمة أعلاه، هو الخبر الذي ظهر -مؤخراً- بحصول فريق الهلال على نادي العقد. هذا المكتسب تحقق عطفا على كونه لعب 3 مرات على النهائي الآسيوي، فضلا عن مشاركته في جميع النسخ الماضية، هذا خلال السنوات الـ10 التي مضت، في حين كان يزهو في أمجاد مميزة في السنوات الـ10 التي تلت موسم 2000، إذ نال 3 بطولات آسيوية: بطولة الدوري الآسيوي 2000، السوبر الآسيوي 2000، ‏كأس الكؤوس الآسيوية 2002، ‏والوصافة للسوبر 2002، وتأهل للعالمية من الملعب 2000، وبالتالي يؤكد أنه فريق العقدين.

حديثي عن الهلال لن يضيف شيئا، لأن الشواهد تؤكد تفرده في كل شيء، والأكيد أن الزعيم عندما يحقق منجزا يتكئ على أرضية صلبة، ولا يحتاج إلى إثباتات كي يبرهن على ما ناله من تميز، وهذا ما يعطيه خاصية مختلفة.

بقى أن نشير إلى أن منجز آسيا الأخير امتداد لمعطيات سابقة جسدها كنادي العقد والقرن وزعيم القارة، ولبس تلك الأمجاد بكل جدارة، وأكد أن العثرات التي تحاك له على الصعيد الآسيوي لا تثنه عن القمة.

صحيح أنه يسقط مرة، لكنه ينهض لأنه مؤسس على عماد قوي، أشياء وأشياء عانى منها الزعيم الآسيوي من جراء الفخ الآسيوي، لكن صباح الهلال الوضاء تجلى بكل وضوح قبل أن يغيب عام 2019، وعاد لمعانقة الذهب بعد أن كسب الخصوم والتحكيم. واللافت أن مسيرة الهلال الأخيرة كسب 5 أبطال سابقين، ولم تحتسب له ضربات جزاء خلال مشواره، فضلا عن إلغاء أهداف الجميع اتفق على صحتها. فتحية لرجالات الهلال الذين جهزوا هذا الفريق الصلد وكأنهم أسود 2019، بعد أن التهموا كل من قابلهم، وألف تحية لنجومه الأفذاذ.

عموما، أتمنى ألا يكون إنجاز الهلال حملا ثقيلا على الفرق السعودية، وهي تخوض المعترك الآسيوي 2020، ويتعين أن يكون المنجز دافعا للجميع لتحقيق الصورة ذاتها التي جسدها، إن لم تكن أفضل، في مشوار لا مكان فيه إلا للأقوياء.