أشعر - والله - بالعزة والسعادة لكوني مواطناً سعوديا، وتحت قيادة ولاة الأمر (آل سعود)، الذين شرفهم الله بخدمة كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

فيا معشر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: هل رأيتم أعظم مكانة ممن يخدم الوحيين، كتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟

إنهم ولاتنا في هذه البلاد المملكة العربية السعودية. وهل رأيتم أسعد من رجل مسلم ولاته يخدمون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

إنهم المواطنون السعوديون. وبيان ذلك أن كلام الله تعالى (القرآن الكريم) يطبع في مجمع الملك فهد، وهو الذي أمر بإنشائه، قدس الله روحه في جنات النعيم، وتترجم معاني كلام الله في ذلك المجمع إلى لغات العالم، ويوزع مجانا في أنحاء الدنيا، فيا لها من حسنة عظيمة.

وكلام رسول الله، وهو الوحي الثاني كما قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) يطبع في مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث النبوي، فهو الذي أمر بإنشائه، زاده الله توفيقا. هؤلاء هم ولاتنا أيها المزايدون، التفتوا يمينا وشمالا هل ترون من نصَر الكتاب والسنة وخدَم الحرمين، ونصَر الإسلام وأهله، كما فعل آل سعود منذ ثلاثمائة سنة ولا يزالون بحمدالله؟!

وإذا كان بعض الناس يستحي من نصر الإسلام وأهله، فإن ولاتنا يعتزون ويتشرفون بذلك، وقد قال الأمير المسدد خالد الفيصل مستشار الملك وأمير منطقة مكة المكرمة، قال أمام الحجاج وقنوات العالم: (لو تخلّى العالم كله عن الإسلام ما تخلت المملكة)، يا لها من كلمة عظيمة، صدقتها الأفعال.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (العداء لهذه الدولة - السعودية - عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد، وتحكِّم شريعة الله...غير هذه الدولة - السعودية- أسأل الله أن يعينها على كل خير).

لقد شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا أقرأ قرار مجلس الوزراء بشأن «تنظيم مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للحديث النبوي»، وقد نصت مادته الثانية على أنه يرتبط بالملك مباشرة، وهذا يدل على العناية الملكية الفائقة بالسنة النبوية، ويهدف هذا المجمع كما في مادته الثالثة إلى بيان مكانة السنة النبوية، وتقديمها إلى العالم أجمع بصورتها الصحيحة التي هي صالحة لكل زمان ومكان، كما يهدف إلى خدمة السنة النبوية وعلومها جمعا وتصنيفا وتحقيقا ودراسة ونشرا، وحماية السنة النبوية من أي تجاوز في الفهم أو الاستدلال، وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال، ومكافحة مسببات الغلو والتطرف والإرهاب.

ونصت المادة الرابعة أن للمجمع في سبيل تحقيق أهدافه القيام بعدة مهام منها: جمع الأحاديث النبوية، وتحقيقها، وتوثيقها، ونشرها بعدة لغات، وإعداد معاجم وفهارس شاملة للأحاديث النبوية، وإعداد موسوعات للمتون وتراجم الحديث، واستثمار أحدث التقنيات والبرمجيات في خدمة الحديث النبوي، بالإضافة إلى إنشاء مكتبات متخصصة بالحديث النبوي، ومجلات علمية محكّمة، ومسابقات علمية، ومؤتمرات متخصصة.

جزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وجعل ذلك في ميزان حسناته. عندما أرى إنجازات ولاة الأمر في بلادنا في خدمة كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وفي خدمة الحرمين، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، ثم أستمع لعدوان قنوات مأجورة، ومزايدة أنظمة حاقدة، يكتمون كل حسنة، ويشرقون بكل إنجاز، فإني أستحضر قوله تعالى: (قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور).