أكد ثابت الأحمدي الكاتب والباحث السياسي أنه ليس هناك زيدية في اليمن بل هناك هادوية جارودية، أسسها إمامهم الأول يحيى حسين الرسي، وهي تنتسب إلى الإمام زيد نسبة شرفية، لا أكثر، فيما يختلف كرادلتها في درجة تطرفهم من كاردينال إلى آخر. ويقول الأحمدي في مداخلة في الحلقات التي تنشرها «الوطن» حول علماء الزيدية وصمتهم حيال ما يحدث في اليمن إن إمام الهادوية الجارودية يحيى الرسي خالف الإمام زيدا في العديد من المسائل وأهمها الإمامة، حيث يُنسب إلى الإمام زيد القولُ إن شرط البطنين شرط أفضلية فقط، فيما هو عند إمامهم الرسي شرط وجوب.

عقدية دينية

ويلفت إلى أن الخلاف حول المسألة من كونها فقهية دنيوية إلى كونها عقدية دينية، وهو ما يؤمن به أغلب الفقهاء الهادويين في اليمن، ومن بينهم مجد الدين المؤيدي، وبدر الدين الحوثي والمحطوري ومحمد بن محمد المنصور، وحمود عباس المؤيد ومحمد عبدالعظيم الحوثي، وجل هؤلاء وغيرهم لا يؤمنون بالنظام الجمهوري في اليمن ولا بالديمقراطية ولا بالانتخابات، وإن وقع بعضهم على فتوى عام 1990م على شرعية النظام الجمهوري في اليمن.

التكفير لدى الهادوية

ويؤكد الأحمدي أنه كباحث في شؤون الجماعات الإسلامية لا يجد جماعة إسلامية عبر التاريخ كفّـرت غيرها من الفرق والجماعات كما فعلت الهادوية الجارودية مطلقًا، وذلك لسببين أولهما أن الهادوية أقرب إلى النظرية السياسية منها إلى المذهب الفقهي الديني، لافتاً إلى أن كل الأيديولوجيات لا تؤمن بغيرها، وتنظر إلى نفسها نظرة تقديس وأفضلية، سواء كانت أفضلية عرقية، أم دينية، أم قوميّة. كما تخوِّن الأيديولوجيات السياسية غيرها، فالأيديولوجيات الدينية تكفرهم أيضا، والتخوين والتكفير وجهان لعملة واحدة، فالتكفير مقدمة لاستحلال الأنفس والأعراض والأموال، وثمة مئات الشواهد التاريخية على ذلك، ناقشها الباحث باستفاضة في كتابه «الهادوية بين النظرية السياسية والعقيدة الإلهية». وسبب التكفير الثاني - بحسب الباحث - يكمن في أن النظرية الهادوية لا تزال بنسختها القديمة كما وضعها الرسي آخر القرن الثالث الهجري، ولم تتطور قيد أنملة من داخلها، ومع هذا تريد فرض نفسها اليوم مع التطورات الجديدة في القرن الواحد والعشرين ولهذا فشلت في السّابق، وهي اليوم أكثر فشلا، لطبيعتها وتركيبتها التقليدية، ولم تتطور إلا في وسائل التنكيل والتشريد والقتل وأنها كنظرية سياسية نافية لغيرها تماما.

النموذج الإيراني

ويذكر الباحث الأحمدي بالنموذج الإيراني القائم على النظرية الخمينية التي قمعت كل من عداها، بمن في ذلك حلفاءها الذين ناصروها في البداية، تماماً مثلما نكلت قديمة الإمامة في اليمن بالإسماعيلية شر تنكيل، وشردتها ونفتها إلى خارج اليمن. واختتم الباحث والكاتب بالقول: إننا اليوم أمام عدو تاريخي يزيد على ألف عام، إنما خطره اليوم أشد وأقوى، لتزايد اللاعبين والداعمين له إقليميا ودوليا.