النجاح تلك الكلمة السحرية التي (طعمها) أفضل من كتابتها، وتعني الوصول إلى المبتغى، بعد بذل التضحيات والتعب وتجاوز العثرات والعقبات والصخور، والنجاح ليس بمستحيل بعد توفيق الله عز وجل. ومن أهم فوائد النجاح هو زرع الابتسامة والجوانب الإيجابية على شخصيات الناجحين دوماً وأبداً.

قرأنا الكثير عن الناجحين ورأينا الكثير من البرامج التي تتحدث عن (قصص النجاح) سواء تجارية أو علمية أو أدبية، من السهل التنظير والتحدث عن النجاح ولكنه طريق مجدٍ لا يسلكه إلا المناضلون ولعلي ألخص في هذا المقال ما اتفق عليه الكثير من الكُتّاب للوصول إلى النجاح:

1 - الاستشعار بالمسؤولية: لن ولن ولن تستطيع أن تنجح بدون أن تكون شخصاً مسؤولاً، لو تجردت من تلك الأحاسيس فلن تصل إلى ما تطمح إليه. ولن ننسى المقولة الشهيرة لباولو كويلو (بعض الأشخاص عاجزون عن اتخاذ القرارات ويسعون دائما إلى تحميل الآخرين مسؤولية مصائب العالم).

2 - تحديد الأهداف بوضوح: ماذا تريد أن تحقق من هذا المشروع مثلا، إلى أين تريد أن تصل؟ وهل طموحك واقعي أم أنه ضرب من الخيال. فالواقعية تحميك من الإبحار في محيطات الخيال الواسع وتحفظ جهدك ومالك ووقتك.(الثبات) و(التركيز) على الهدف هو الغاية الأمثل والانحراف عنه هو سبب رئيسي للفشل، ولنجعل مقولة (ديل كارنيجي) نبراساً نحتذي به (أنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح أو إما أن أنجح).

3 - وضع الخطط المناسبة: لن تصل بلا خطة... إما البدء بمغامرات وأعمال ومشاريع بطريقة (طقها والحقها)، أو بتكرار عبارة (ما أدري) فتلك سوف تؤدي بك إلى فشل ذريع، وكما قال (إيميرسون) لا يخطط الناس للفشل، ولكنهم يفشلون في التخطيط.

4 - اعرف نفسك: استثمر القوى التي لديك وطاقتك ومواهبك، استثمر وروّض تلك الطاقة بالمشاريع المفيدة ودع هدر الوقت.

5 - ابتعد عن السلبيين، وفي رواية (اهرب من المتذمرين) فهؤلاء الأشخاص نقمة كبيرة، يجلبونك للقاع أينما وجدتهم، يقللون من حماسك ويؤخرون نجاحك. ولم أجد استشهاداً أجمل مما قاله - مارك توين (ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك، لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر بأنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه).

6 - تجاوز العثرات وكن صبوراً...إذا لم تجرب طعم الفشل فلن تنجح، فالنجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الحماسة. (ونستون تشرشل) وأما البكاء والنواح والتواكل فلن ينفعك بشيء. و(لا عيب في أن نسقط أرضاً، بل العيب أن نبقى على الأرض) محمد علي كلاي.

ولتعلم أخي القارئ - رحمك الله ورحمنا بواسع فضله - أن النجاح الفردي هو جزء من النجاح الجماعي (وأسوأ) من تعمل معه المكار (أبو الحصين) والذي ينسب النجاح لنفسه ويطلع على أكتاف غيره وفريقه، ولا يعطي كل ذي حق حقه، فالناجح الحقيقي لا يتوانى عن الإشادة بفريق عمله وإبرازهم وتعريف الناس بهم في كل فرصة وموقف، ولتعلم -هداك الله وهدانا- أن القمة تتسع للجميع مهما بلغ مداهم، ولن تحتاج لمحاربة الآخرين لكي تصل للقمة، وكما قال شيخ الأدباء (غازي القصيبي) «إن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر».