علمتني الحياة ألا أغتر بالذي يقال، وإنما بالذي أشاهده على أرض الواقع، لأن القائل إما يكون «مهوّنا» أقل من الحقيقة أو «مهوّلا» أكثر من الحقيقة. ولذا، واجب العاقل ألا يصدق كل ما يسمع، بل يتأكد حينما يشاهد بنفسه.

وهذا يشمل كل شيء «سياسي واقتصادي ومحلي ودولي».

ومن ذلك، التصريحات السياسية والمنجزات الاقتصادية، وحتى الخدمات العامة، إذ تسمع شيئا ولكنك تشاهد شيئا آخر، لا سيما تجار الكلام من السياسيين عبر العالم. ولذا يقال «السياسة أن تقول ما لا تفعل وأن تفعل ما لا تقول». ولذا، الشعبوية دارجة ومكسبة، لأن غالب الناس لا يتثبتون بل ينقادون بعواطفهم لا بعقولهم، وهذا مصداق لقوله تعالى: «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن، وإن هم إلا يخرصون».

وهذا يشمل حتى الإعلانات التجارية المضللة التي تختلف عن أرض الواقع، وحتى سناب مضلل في فلاتره، فيعطيك صورة مخالفة عن «أرض الواقع»، ومثله صور التسويق التي تغتر بها ثم تفاجأ بالحقيقة على أرض الواقع.

ولذا، نصيحتي للجميع ألا يغرّهم المكتوب والمنطوق، وإنما اعتمد على المشاهَد على أرض الواقع، ولذا وُجِد في الشريعة والقانون الشهود والمعاينة وذلك للتثبت.

فيا تُرى، كم هي نسبة حقيقة «أرض الواقع» من واقعنا الهلامي عبر العالم الكاذب والمخادع؟، وحينما تصدق ما يخالف أرض الواقع، فلا تَلُمْ إلا نفسك.