يصادف اليوم الجمعة 14 فبراير، الذكرى الـ80 لللقاء الذي جمع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي «روزفلت» في عام 1945، استطاع خلاله الملك عبد العزيز بحنكته السياسية وذكائه أن يؤسس أضخم علاقة إستراتيجية في العالم، راسمًا ملامح الشرق الأوسط؛ منذ أكثر من 80 عامًا وحتى الآن، حاملًا في قلبه وبجميع لقاءاته؛ هموم أبناء وطنه وقضية الشعب الفلسطيني التي كانت محور حديث ونقاش أول لقاء جمع الملك المؤسس بالرئيس الأمريكي «روزفلت» في عام 1945، والذي بحث فيه أيضًا عن استقلال سورية ولبنان، حيث وعده «روزفلت» بالدعم الكامل ما عدا استخدام القوة. وكان الملك عبدالعزيز خلال لقائه بـ«روزفلت» يعبر عن وجهة نظر عربية وإسلامية، وعن حس العدالة البسيط الكامن في كل إنسان.

أبعاد مختلفة

استعادت «دارة الملك عبدالعزيز» تفاصيل هذه الذكرى، وقالت: حمل اللقاء الأول الذي جمع الملك عبد العزيز بالرئيس الامريكي «روزفلت» أبعادًا سياسية واقتصادية وعسكرية، ومنها إعلان المملكة الحرب على دول المحور، حيث أرسلت وفدًا إلى مؤتمر الأمم المتحدة الذي انضمت إلى هيئتها التأسيسية، وحصلت على تعهد بعدم القيام بأي عمل معادٍ ضد العرب، لتكون بذلك المملكة العربية السعودية أول دولة في الشرق الأوسط تدخل حلبة المنافسة الدولية في المنطقة.

مضيفه أن مركز المملكة الديني بين الدول العربية والإسلامية، وامتداد علاقاتها ومكانتها وموقعها الجغرافي وعمقها الحضاري؛ فضلا عن قوتها الاقتصادية؛ جعلت منها محط اهتمام كبير من قبل دول الغرب عامة وأمريكا بشكل خاص. وقد جاءت أول معاهدة دبلوماسية بين السعودية وأمريكا عام 1931م.

تمثيل رسمي

«ذاكرة الوطن»: كانت الاكتشافات النفطية الجديدة في المملكة وراء مطالبات كبيرة من قبل رجال أعمال وممثلي الولايات المتحدة الأمريكية في مصر وعدن، بإقامة علاقات أوثق بالمملكة العربية السعودية، لتأتي موافقة الرئيس الأمريكي «روزفلت» على تقديم الوزير «بيتر فيتش» المفوض في القاهرة أوراق اعتماده للملك عبد العزيز وتعيينه أول وزير مفوض غير مقيم في المملكة.

وفي عام 1943م قدم السيد «جيمس اس موس» إلى الملك عبد العزيز وزيرًا مفوضًا لدى المملكة، وكانت قد أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م أول مقر لبعثتها الدبلوماسية في جدة، ومع اتساع العلاقات بين البلدين افتتحت المملكة مفوضية لها في واشنطن عام 1946م، ورفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في عام 1949م إلى درجة سفارة، حيث عين «تشايلدرز» أول سفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة العربية السعودية.

علاقات متجذرة

«الدارة»: واصلت العلاقات السعودية الأمريكية متانتها، والتي تعززت في الجانب الاقتصادي، وخصوصًا مع طرح فكرة إنشاء خط أنابيب التابلاين، حيث لم تفلح حينها جميع تقارير الكونجرس والحكومة والأحزاب في إقناع «روزفلت» بعدم جدوى ملكية الحكومة لخط الأنابيب؛ لتظهر براعة الملك عبد العزيز الذي استطاع وبكلمة واحدة إقناع الرئيس الأمريكي «روزفلت» بأهمية الخط وحيويته لبلاده، ولكن عن طريق شركة وليس حكومة، لتأخذ العلاقات منحى اقتصاديا آخر، حيث ازدهرت وتطورت؛ لتصبح المملكة شريكًا إستراتيجيًا ونقطة جذب حيوية لمختلف دول العالم.

تطور العلاقات

استمرت العلاقات السعودية الأمريكية في التطور على مختلف الأصعدة، حيث تابع أبناء المؤسس مسيرة والدهم في تعزيز وتطوير العلاقات، واضعين نصب أعينهم مصلحة وطنهم وشعبهم وقضايا العرب والمسلمين فوق كل شيء، وكانت الزيارة والاتفاقيات العديدة بين زعماء البلدين شاهدًا كبيرًا على رسوخ هذه العلاقة.