أين أنتم يا أشاوس حماس ومرتزقتها، يا أصحاب الحناجر والكلمات والشعارات الجوفاء، أين أنتم يا صهبجية غرز المؤتمرات، وصبيان المؤامرات ويا فيالق الاستعراضات، أين أنتم يا رفاق، وللمرة المليون تنظر القضية والمرتشون يزيفون الأوراق، ومدمنو المناقشات والمزايدات جالسون يدخنون، يثرثرون، وهم تماما فارغون، يفتشون في حقائب الأحلام الدبلوماسية عن سر فكرنا المهزوم، وعن أوهامنا الخرافية، ثم يملؤون قاعة المراهنات الزجاجية دخانا وكحولا وأشياء ضبابية، وفي المساء يحتسون من دمائنا. أين أنتم يا من ماتت بفضل سواعدكم القضية، أين أنتم يا أصحاب الأرصدة، وأرقام الحسابات الفلكية، يا غلمان الحاخامات والملالي، أصحاب الطرح السوداء في طهران، يا صبيان نصرالله في لبنان.

أين أنتم أيها المغاوير والقضية تنزف أحرف الكلام فوق الموائد الرخامية بحثا عن سلام، ولا سلام، والسادة المناضلون بالصياح تائهون مخدرون في غرف الجلسات السرية. أين أنتم يا كافة الفرقاء والشركاء والتعساء والأشقياء والأغبياء، وهل إلى هذا الحد كانت صفقة وصفعة ترمب قوية، حطمت قرونكم وطموحاتكم وأحلامكم؟ إلى أي مدى تزيفون وتقلبون الحقائق، وهل بقي لديكم في جراب أكاذيبكم، أي نوع من مسلسلات وأطروحات لعرضها على موائد القمار السياسـي، لتقبضوا ثمنا بخسا لتمـويل مسرحياتكم الهزلية، ولتسوقوا لاستمرارية فكركم المهزوم انبطاحا لشياطين الغواية شرقا وغربا. كم هي رخيصة شعاراتكم، أفلا تخجلون من أنفسكم، أم أن الأقنعة المزيفة أناخت سواعد الرجولة فيكم، إلى الحد الذي لم يبق لها أي قيمة إلا في صالات الرقص والغناء. يا فيالق العار، يا أصحاب البنادق ذات الطلقات الموسيقية. القدس عربية، ما أجمل وقع الحروف حينما تتـعالى بها أصواتكم النشاز، بعنـتريات الكلمات والهتافات والمؤامرات. للمرة المليون تذبح القضية، والمدافـعون يشربون نخب ليلة الوفاق وسادتي الرفاق يبصمون في الأوراق.