أكد أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل أن بلادنا ومنذ تأسيسها على يد الملك المؤسس، قامت على ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش الحضاري، مشيراً إلى أن هناك تأصيلا للتعايش في بلادنا الغالية، وهو اجتماع المسلمين في بيت الله الحرام وفي مسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، من جميع الجنسيات والمذاهب في مكان واحد خلف إمام واحد، مبيناً أن هذا هو قمة التعايش الكبير بعيداً عن العنصرية والمذهبية، حيث يعطي صورةً ناصعة البياض عن روح الإسلام ورسالة الإسلام ووحدة المسلمين، سائلاً الله تعالى أن يديم علينا وعليكم ذلك، وأن يغفر لمن وحد الإمامة في الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز، الذي كان له اليد الطولى في توحيد الإمامة، بعد ما كان لكل مذهب مقام يصلي خلفه.

الاستقرار والتوازن

قال أمير منطقة القصيم «إن اجتماع المسلمين في الحج والعمرة واجتماع الزائرين لمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، والأمن والأمان والألفة والمحبة بين المسلمين، وإن تعايش محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الأديان الأخرى ومواقفه مع جاره اليهودي، وسماحته التي هي لنا أسوة حسنة نقتدي بها، مشيراً إلى أن هذا هو من أسمى وأعمق معاني التعايش». وأضاف «أما من طرف المملكة فمن مظاهر التعايش هو الاستقرار والتوازن مع غير المسلمين أفراداً ومؤسسات وحكومات، والانفتاح على جميع العالم دون النظر لعرق أو دين، مفيداً بأن المملكة العربية السعودية سعت من حيث الثقافة والعادات ومن جانب الاعتدال ومواجهة الإرهاب والمتطرفين إلى نشر ذلك في مناهج التعليم وفي حياة الناس العامة، وتأسيس مراكز عالمية للاعتدال ونشر الشريعة السمحة مثل مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين الأديان والثقافات، ومركز حوار الحضارات، ومعهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، وتأسيس مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية، ودعم حكومتنا الرشيدة للمراكز الإسلامية المشابهة لذلك في الدول الأخرى، واستمرار الدعم الكبير لمثل هذه المراكز التي تنشر قمة الاعتدال وسماحة الشريعة الإسلامية، وتعزيز التعايش بين الأديان وحفظ كرامة الإنسان»، مشيراً إلى أن ذلك كله يبين جهود المملكة في ترسيخ التعايش، مرحباً بالضيوف الذين تكبدوا عناء السفر للوصول إلى هذا المؤتمر أجمل ترحيب، مشيراً إلى أنهم ليسوا ضيوفا وإنما هم أهل دار. جاء ذلك في كلمته بمناسبة افتتاحه اليوم المؤتمر الدولي «جهود المملكة في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش الحضاري» المفاهيم والممارسات، الذي تنظمه جامعة القصيم، مُمثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بحضور مدير الجامعة عبدالرحمن الداود، والمستشار بالديوان الملكي عبدالله عبدالمحسن التركي، ومستشار الرئيس المصري أسامة السيد، وأمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبدالله الفوزان، وراعي المؤتمر الإستراتيجي منصور القرعاوي، ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، وعدد من المتحدثين.

نشر المفاهيم الصحيحة

أوضح مدير جامعة القصيم المشرف العام على المؤتمر أن هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة، يأتي تأكيداً للجهود الكبيرة للمملكة في نشر المفاهيم الصحيحة للإسلام، ولإلقاء الضوء على تلك الجهود في مجال التواصل الإنساني القائم على الاعتدال والوسطية، الذي تقوم به وترسخه أجهزة الدولة ومؤسساتها وفق مبدأ إسلامي ثابت، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر جاء ليناقش عددًا من المحاور، تضمنت التأصيل الشرعي لقيم التواصل الإنساني ومعالجة إشكالياته، والخطاب الشرعي السعودي وأثره في نشر مفاهيم التواصل، ودور المؤسسات الشرعية والثقافية الحكومية وغير الحكومية في تجسير العلاقة مع الآخر، والجهود الدبلوماسية في تعميق معاني التواصل المشترك، ودور المؤسسات الإغاثية، بالإضافة إلى تجارب شخصية رائدة، رافعاً الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما تلقاه الجامعة من دعم لا محدود، ولسمو أمير القصيم على تشريفه وتشجيعه لمناشط الجامعة المختلفة.

قواعد متينة

أفاد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة خالد باني الحربي، أن المملكة أرست قواعد متينة منذ تأسيسها، وجعلت الإسلام منهجا وممارسة وسياسة وتربية، حتى عهد راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، لافتاً الانتباه إلى أن جامعة القصيم أولت أهمية لهذا الجانب استشعارا من دورها الإستراتيجي الذي يجسد تطلعات مملكتنا الغالية، وتسليط الضوء على بعض من جهود المملكة الكثيرة والمتنوعة. 30 باحثًا كشف الحربي أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت العديد من الملخصات والأفكار البحثية منذ إعلان تنظيم المؤتمر، عبر مشاركة أكثر من 9 دول بقرابة 30 باحثًا مشاركًا لتغطية محاور وأهداف المؤتمر. من جهته، أشاد مستشار الرئيس المصري، الديني، أسامة السيد بجهود المملكة الكبيرة في مجال الاعتدال والتعايش، منها إنشاء رابطة العالم الإسلامي التي أنشئت قبل 60 سنة، مشيراً إلى جهود المملكة الحثيثة في هذا المجال في مثل وثيقة مكة المكرمة التي تم توقيعها في شهر رمضان من عام 1440، وتأصيل قيم الوسطية والتعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة بالعالم الإسلامي. إثر ذلك قدم عرضاً مرئياً عن المؤتمر الذي تستمر فعالياته على مدى يومين، ويهدف إلى رصد الجهود السعودية المتعلقة بترسيخ قيم الاعتدال والتعايش الحضاري على جميع المستويات، وبيان أثر الخطاب الشرعي السعودي في نشر مفاهيم التعايش الحضاري، كما يهدف إلى التأصيل الشرعي لقيم التواصل الإنساني ومعالجة إشكالاته، وإبراز دور المؤسسات الشرعية والثقافية الحكومية وغير الحكومية في تجسير العلاقة مع الآخر، والتعريف بالجهود الدبلوماسية السعودية وكذلك المؤسسات الإغاثية، في تعميق معاني التواصل المشترك واستلهام التجارب السعودية الرائدة على مدى السنوات والعقود الماضية.