على مدى السنوات الماضية، وحتى يومنا هذا، تواجه الصحافة تحديات كبرى تهدد الشكل التقليدي لها والذي تعارفنا عليه طوال عقود، حيث تزداد وتيرة المنافسة يوما بعد يوم بين الصحف بعضها البعض من جهة، وبين الصحف بصفة عامة ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي التي شهدت تطورا ملحوظا ورواجا بين الناس من جهة أخرى، حيث اختصرت هذه التقنيات الحديثة الوقت والجهد في نقل الخبر والمعلومة للجميع، مما وضع على كاهل الصحفيين ضرورة البحث عن تطوير الذات، وتنويع المنصات علاوة على ما كانوا وما زالوا يعانونه في مهنتهم «مهنة البحث عن المتاعب».

تجديد الأفكار والاستغلال الإيجابي للفرص المتاحة أحد أهم السبل في الحفاظ على انتظام وأهمية الدور الذي تؤديه الصحف، حتى تستطيع أن تؤدي دورها المعتاد كسلطة رابعة تراقب وتشرف وتحلل وتنشر الخبر والمعلومة، وتكشف عن أوجه الخلل والقصور لدى الأفراد أو المؤسسات، وتخوض معاركها الثقافية والفكرية والاجتماعية، وهي لا تبتغي من كل ذلك إلا المصلحة العليا للوطن، وضمان أداء كل فرد فيه لدوره الموكل إليه دون تقصير أو استغلال للمنصب في التربح بشكل غير شرعي، أو تحقيق فائدة شخصية على حساب المصلحة العامة.

كانت صحيفة الوطن وما زالت واحدة من الصحف الرائدة التي شكلت منذ نشأتها علامة بارزة بين مثيلاتها، ووضعت بصماتها الواضحة في تاريخ الصحافة السعودية، حيث رفعت سقف العمل الصحفي والإعلامي، وخاضت العديد من المعارك الصحفية بنقدها البناء في قضايا متنوعة شملت مختلف المجالات، فكانت رائدة على مر السنوات، حتى إنها شكلت مدرسة من مدارس الإعلام والصحافة بالمملكة، خرجت أجيالا من الكفاءات والكوادر الصحفية المهنية التي أثرت الحياة الثقافية والإعلامية، وكان لها تأثيرها حتى خارج حدود المملكة.

«أيقونة القصيم» التي أطلقها موقع الصحيفة مؤخرا، ودشنها سمو أمير القصيم بمجلسه الأسبوعي، تعد إحدى خطوات التجديد التي تمنهج العمل الصحفي في المناطق، وتأتي كنوع من الاهتمام الإعلامي بأهالي هذه المنطقة المهمة من مناطق المملكة، وتستهدف استقطاب أبناء هذه المنطقة، وإثراء المحتوى الصحفي الخاص بها من خلال المساهمة مع الجهات الرسمية بالمنطقة للتفاعل مع ما ينشر فيها، سواء من نقد بناء أو التفاعل مع الإيجابيات والإنجازات التي تحققها المنطقة، كما تفتح المجال أمام المناطق الأخرى لتكون لها أيقونتها الخاصة بموقع الصحيفة.

ونرجو أن تكون هذه النافذة حلقة وصل مباشر بين المسؤول والمواطن، وأن تحقق الدور المهم لوسائل الإعلام في الارتقاء بجميع القطاعات الحكومية والخاصة، للوصول إلى النتائج المأمولة التي وضعتها المملكة في رؤيتها 2030، وكما نعلم أن الإعلام هو شريك أساسي لهذه الرؤية لما يقوم به من دور إيجابي ومميز على كافة المستويات.

ونتوجه بالشكر لهذه الصحيفة الكبيرة التي أخذت هذه المبادرة، والتي تبرز أهميتها في ظل عدم وجود أي صحيفة يومية تصدر بمنطقة القصيم وتغطي ما بها من أحداث، مع العلم أن صحيفة جامعة القصيم التي تصدر عن أكبر مؤسسة تعليمية بالمنطقة كانت قد خصصت عدة صفحات لعرض أخبار المنطقة وقضاياها، وإبراز المنجزات والفعاليات التي تشهدها المنطقة، وكان لها دورها المهم في تسليط الضوء على العديد من الأحداث والفعاليات بالمنطقة.

وبهذه المناسبة، نقدم كل الأمنيات بالتوفيق لسعادة رئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني، والزميل القدير الأستاذ فهد الجهني مدير مكتب الصحيفة بالقصيم، على ما يقومان به من دور إيجابي وفعال يواكب هذه المرحلة، ويرفع من فرص ومجالات المنافسة بشكل أكبر، ونسأل الله أن تستمر وتتواصل الإنجازات التي يحققها أبناء المهنة في مجال العمل الصحفي وفي كافة المجالات.

رئيس تحرير صحيفة جامعة القصيم


فهد بن نومة