لا أمَلُّ من إشادتي بالدور الكبير الذي تقوم به قناة العربية مؤخرا، في كشف الحقائق وإنتاج البرامج الوثائقية التي تبين حقيقة «تجار الدين» من التنظيمات «الإسلاموية»، التي عاثت فسادا في البلاد وبين العباد.

وعلى رأسها الجماعة الأم «الإخوان المتأسلمون»، والتي خرجت من أحشائها تنظيمات عدة كالسرورية والقاعدة، وانكشف كثير من حقائقهم للعموم بعد 2011، عبر ركوبهم موجة الربيع الدموي.

وامتدادا لما قلته في مقالي «الأسرار الكبرى» عن الأجزاء الثلاثة المبثوثة على العربية، أكمل الحديث اليوم بالتعليق على برنامج «أجندة الفوضى» الذي تم بثه هذا الأسبوع، وكشف فيه القيادي الإخواني الكويتي طارق السويدان، عبر التسجيل المسرب بعض الحقائق عنهم، والمتخصصون يدركون «أكثر» مما تم نشره.

والذي أراه ضروريا، هو وجوب أن يعرف الناس -فضلا عن الأجهزة المختصة- كامل حقيقة هذا التنظيم الذي اخترقنا منذ الخمسينات، ولا يمكن أن تقاومه بعد 70 عاما إلا بإستراتيجية شاملة ودائمة، لتطهير الماضي وحماية المستقبل وتطعيم الناس بالحصانة اللازمة.

وإن كانوا اليوم صامتين وبعيدين عن الأضواء، إلا أنهم ما زالوا في غالب قوتهم وتغلغلهم القديم، مهما تلوّنوا وأظهروا الولاء.

وهم اليوم في ضعف، وفرصة مواتية لاجتثاثهم، ولكن في حال بقائهم سيعودون أشد من ذي قبل، وبروح انتقامية.

ويؤسفني أني ما أزال أراهم في «بعض» دول الخليج بقوتهم الباطنة وتأثيرهم الخفي، كدولة عميقةٍ وحكومة ظلّ وكيان موازٍ.