في وقت تواجه محطات الوقود حول العالم شبح الإغلاق مع التوسع في استخدام السيارات الكهربائية وتهديدها باختفاء ربع تلك المحطات بمختلف أنحاء العالم في غضون 15 عاما، منحت دراسة حديثة الأمل لتلك المحطات بتأكيدها أن نحو 62% من أرباح المحطات تأتي من مبيعات الغذاء والمشروبات والتبغ، بينما تمثل مبيعات الوقود فقط 38% من أرباح تلك المحطات، وذلك وفق شركة «بوسطن جروب للاستشارات».

متى تختفي محطات الوقود التقليدية؟

أسهم انتشار السيارات الكهربائية واعتمادها، بالإضافة إلى زيادة دمج الرقمنة والاتصالية في المركبات والتغيّر في خيارات الوقود البديل بإثارة اهتمام كبير بمستقبل محطات الوقود. وسخرت شركة «Couche-Tard» الكندية، التي تمتلك أكبر شركة للتزويد بالوقود في النرويج، أبحاث مختبرها لإجراء أبحاث حول إمكانية اختفاء محطات الوقود التقليدية، ولجأت الشركة لتوفير محطات شحن كهربائية بجانب مضخات الوقود التقليدية في محطاتها المنتشرة في ربوع النرويج. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن شركة الوقود الكندية وفرت خدمة الشحن بالمنازل للسيارات التي تعمل بالكهرباء في بعض مدن النرويج.

البداية من ألمانيا

جاء التهديد الأول لمحطات البنزين من ألمانيا؛ حيث صدر قانون جديد يحظر بيع السيارات الجديدة التي تسير بالبنزين من عام 2030. وبناء عليه أعلنت شركات مرسيدس بنز وبي إم دبليو وفولكس فاجن الاستثمار بكل قوة في تطوير السيارات الكهربائية. وفي اليابان أعلنت شركة تويوتا، مؤخرا، دخولها رسمياً في مجال السيارات الكهربائية لتلحق بشركتي نيسان وميتسوبيشي ناهيك عن شركة تسلا الأمريكية.

مبيعات السيارات

تشير تقديرات وكالة بلومبرج إلى أن 57% من مبيعات السيارات بحلول 2040 ستكون من فئة السيارات الكهربائية، وهي النسبة التي خطتها النرويج بالفعل في الوقت الحالي.

وفي وقت تزحف به السيارات الكهربائية رويدا رويدا نحو سوق السيارات العالمية، يلوح في الأفق احتمالية اختفاء تام لمحطات الوقود عبر السنين مع تحول المستهلكين نحو استخدام السيارات الكهربائية في وقت تشير فيه بعض الدراسات إلى إمكانية اختفاء نحو 25% من المحطات التقليدية للوقود بوجه تام بحلول 2035.

السيارات الكهربائية

في مدينة بيرجن، ثاني أكبر مدن النرويج، فإن السكان المحليين يتزايد اعتمادهم على السيارات الكهربائية مع سيارة واحدة من بين كل خمس سيارات بالمدينة تعمل بالكهرباء من طرازات تسلا ونيسان على وجه التحديد.

قالت رئيسة رابطة السيارات الكهربائية بالنرويج كريستينا بو، إن العام الماضي شهد طلبا مطردا على السيارات الكهربائية بالبلاد بفعل حزمة من الحوافز قدمتها الحكومة النرويجية التي تسعى للانتهاء من مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود بحلول 2025، وهو ما دفعها لرفع الضرائب الكبيرة التي كانت تفرضها على هذا النوع من السيارات.

السيناريو الأسوأ

تشير دراسة أعدتها «بوسطن جروب للاستشارات» إلى أن نحو 25% من المحطات التقليدية للوقود قد تختفي بعد نحو 15 عاما من الآن مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية. وفي السيناريو الأسوأ للدراسة، فإن نحو 80% من تلك المحطات تواجه شبح الإغلاق إن لم تعمد إلى تطوير نماذج أعمالها.

محطات وقود المستقبل

دخلت شركة «فروست آند سوليفان» على خط مستقبل محطات الوقود وأكدت في تقرير حديث لها أن الانتقال الكامل من المركبات التي تعمل على البنزين/الديزل إلى المركبات الكهربائية يتطلب نحو 35 عاما، وذلك استناداً إلى القدرة الإنتاجية للمركبات الكهربائية، ورأس المال المخصص لها، وما إلى ذلك، علماً أن الانتقال الكامل بنسبة 100% إلى المركبات الكهربائية أمر غير ممكن، ولذلك، يمكن القول إن المركبات التي تعمل على الوقود التقليدي ستبقى موجودة على الطرقات للعقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة، ومن غير المحتمل أن تنتفي الحاجة إلى محطات وقود البنزين/الديزل خلال هذه الفترة.

نماذج الملكية

أضافت الشركة أنه من المتوقع أن تتغير نماذج الملكية ونماذج الأعمال بشكل جذري وأن ينجم عن التطور خصائص خاصة بكل منطقة/بلد بما في ذلك التحولات الديموغرافية وأنماط ملكية المركبات والتطورات التكنولوجية الإقليمية.

كما يتوقع أن تسهم نماذج الأعمال الجديدة بتعزيز التعاون بين بائعي الوقود بالتجزئة ومطوري التطبيقات، ومزودي خدمات الدفع الرقمي وأصحاب المتاجر الكبرى ومتاجر البقالة، ومشغلي أساطيل السيارات.

محطات وقود المستقبل

حددت الشركة مزايا محطات وقود المستقبل في أنها ستكون ذكية، وتشكل السيارات المتصلة بالشبكة، والمركبات القائمة على السحابة الحاسوبية، والمحطات التي يتم تشغيلها بموجب نظام البناء والتشغيل والتحويل، والتحليلات للخدمات المخصصة والترقيات، وعمليات التزود بالوقود المحددة مسبقاً على أساس الاستخدام والموقع، والمحطات المتصلة بالإنترنت بعضاً من التوجهات المستقبلية في قطاع بيع الوقود بالتجزئة التي يجب على شركات النفط وتجار الوقود بالتجزئة في جميع أنحاء العالم أن تكون مستعدة لاعتمادها وتبنيها.

على الرغم من أن محطات المستقبل تتطور وفق نمط متقارب، غير أنه من المتوقع أن تتأثر رحلة التحوّل تأثرا كبيراً بالتفاعل بين اتجاهات الوقود العالمية والعوامل الإقليمية الأخرى، كما يتوقع أن يختلف هذا التطور من اقتصاد إلى آخر ضمن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

أكشاك مستقلة

بينت الشركة أن محطات الوقود قد شهدت تطورًا كبيرًا، فبعد ما كانت تقتصر على أكشاك مستقلة مخصصة حصريًا للتزويد بالوقود في ستينيات القرن العشرين تحوّلت في يومنا هذا إلى متاجر لبيع السلع بالتجزئة ومناطق للراحة، وبعد ما كانت محطات يتم تشغيلها من قبل طاقم من الموظفين، تحوّلت إلى محطات للخدمة الذاتية وبعدها إلى الضخ الآلي.

مبيعات السيارات الكهربائية

2.5 مليون في 2020

27 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030

57 % من مبيعات السيارات بحلول 2040 ستكون من فئة السيارات الكهربائية

3 سيناريوهات لمستقبل محطات الوقود التقليدية

الأول

25% من المحطات التقليدية للوقود قد تختفي بعد نحو 15 عاما مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية

الثاني

80% من المحطات تواجه شبح الإغلاق إن لم تعمد إلى تطوير نماذج أعمالها.

الثالث

تحولها لمحطات وقود ذكية قائمة على السحابة الحاسوبية واحتفاظها بحصتها القائمة في السوق