تحت جنح الظلام تارة، وأحياناً أمام المارة، تتعرض صناديق الملابس التي تضعها جهات وجمعيات خيرية أمام الجوامع والمساجد وداخل الأحياء السكنية إلى سرقة محتوياتها من الملابس المستخدمة، التي لا يحتاجها أصحابها فيضعونها في تلك الصناديق كتبرع وعمل خيري ليستفيد منها محتاجون بدلاً من رميها في النفايات.

حراج الخردوات

رصدت «الوطن» قيام مجهولين بإيقاف مركباتهم بمحاذاة هذه الصناديق ونهب ما بداخلها من ملابس مستخدمة بعضها «ماركات» شهيرة يعاد تنظيفها وترتيبها وبيعها في المزادات العلنية «الحراج» أو عبر مواقع البيع على الإنترنت، فيما تباع الأخرى ببضع ريالات على سماسرة يعرضونها في بسطات الأحياء الفقيرة، كما أكد عمالة التقتهم الوطن قالوا إنهم يجدون ملابس رخيصة الثمن تعرض في أحياء وسط الرياض وأسواق حراج الخردوات.

احترازات

رغم معرفة الجهات الخيرية باحتمالية سرقة محتويات الصناديق التي تتبع لها وتضع شعارها عليها واتخاذها عددا من الاحترازات، منها تضييق فتحاتها حتى لا يتمكن اللصوص من الدخول لها، وتركيب خطافات حديدية دائرية تسمح بدخول الملابس للصناديق وتمنع خروجها، ووضع أقفال محكمة وحواجز حديدية حادة، إلا أنها لم تمنع اللصوص من الاستمرار في السرقة، حيث يستعينون أحياناً بأطفال صغار يستغلون قدرتهم على السقوط داخل الصناديق وتفريغها من الملابس والأحذية والشنط التي توضع بداخلها.

سرقات متكررة

المواطن عبدالله الغامدي قال إنه يسكن بجوار أحد الجوامع ويشاهد أحياناً سيارات زجاجها مضلل تقف بجوار الصناديق وتنهب ما بداخلها من ملابس خاصة الصناديق الممتلئة التي تطفح بأكياس الملابس فيسهل استخراجها من الصناديق، لافتاً إلى أنه يشاهد نفس الأشخاص والوجوه التي تتكرر كل مرة وليسوا محتاجين عابرين ربما تجبرهم الظروف على هذه الصناديق، مضيفاً أن الكثير من الناس يحتسبون الأجر في الصدقات ويظنون أن هذه التبرعات تذهب للمحتاجين، لكن وجود هذه الصناديق بهذه الطريقة يشجع اللصوص على الاستمرار في سرقاتهم، مطالباً بوضعها في أماكن قريبة من أبواب الجوامع على أن تراقب بالكاميرات، أو يكون هناك طرق أخرى كمندوبين للجمعيات يحضرون للمنازل لاستلام التبرعات.

بيع الملابس

«الوطن» حاولت تتبع إحدى المركبات التي قامت بسرقة ملابس من أحد الصناديق لمعرفة الوجهة التي تستقبل هذه الملابس إلا أن صاحب المركبة غادر الموقع مسرعاً، ووجدنا على شبكة الإنترنت إعلانات عديدة لمحلات ومتاجر تبيع الملابس المستخدمة رفض أصحابها التعليق على مصدر نشاطهم، في حين قيل لـ«الوطن» إن هذه الملابس تباع بسعر يبدأ من ريال واحد للقطعة، على أن تعرض بأعلى من ذلك في مواقع حراج الخردوات وفي «بسطات» الأحياء القديمة كالبطحاء وغيرها.

الاستيلاء والبيع

مجهولون يوقفون مركباتهم بمحاذاة الصناديق

يتم نهب ما بداخلها من ملابس مستخدمة

يعاد تنظيف الملابس وترتيبها وبيعها في الحراج

يتم ترويجها عبر مواقع البيع على الإنترنت

أخرى تباع ببضع ريالات على سماسرة

إجراءات اتخذتها الجهات الخيرية

تضييق فتحات الصناديق

تركيب خطافات تسمح بدخول الملابس وتمنع خروجها

وضع أقفال محكمة وحواجز حديدية حادة

حيل اللصوص

الاستعانة بأطفال يستغلون قدرتهم على الدخول والخروج