«كوفيد 19»، ظهر في مدينة ووهان الصينية في نهاية ديسمبر من العام الماضي، في صورة التهاب رئوي حاد، وهو فيروس مستجد من فصيلة فيروسات كورونا، وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية هذا الاسم عليه.

وأنا لا أريد خلال هذا المقال أن أستعرض التاريخ التطوري لهذا الفيروس، فسرعة انتشاره في العالم تشابهت مع سرعة معرفة الناس به، بل أريد أن أوضح الدور المهم الذي قامت به وزارة الصحة، والذي قد يغيب عن البعض.

جهود وزارة الصحة في مكافحة الوباء تتجلى خلال تطبيق الوزارة الإجراءات الوقائية بشأن فيروس «كوفيد 19»، كما أن الوزارة خصصت رابطا يحدّث يوميا إحصاء الإصابات والوفيات حول العالم، فضلا عن أنها تراقب الوضع الوبائي مع منظمة الصحة العالمية. أيضا طبقت الوزارة الاحترازات الصحية في المنافذ، وأصدرت نصائح للمسافرين المتجهين إلى مناطق ظهر فيها الفيروس، وأصدرت دليلا صحيا للتعامل مع الحالات المشتبهة، وتجهيز الفحوص المخبرية لها، كذلك ملف PDF متعدد الوسائط، شامل كل المعلومات التي تتعلق بالفيروس، ولعل الحدث الأبرز هو الطلاب السعوديون الـ10 الذين قدموا من بؤرة «كوفيد 19»، مدينة ووهان، إذ قامت وزارة الخارجية وسفارة المملكة في الصين بجهود كبيرة، لإنهاء إجراءات خروجهم من الصين إلى المملكة، وقد استقبلتهم الطواقم الطبية، وجرى عزلهم في سكن مناسب تم تجهيزه بالكامل لهم، تتوافر فيه العناية الطبية الكاملة لأسبوعين، تم التأكد فيها من سلامتهم، ثم عادوا لأسرهم.

وقد وصفت إحدى وكالات الأنباء الخارجية هذا العزل الطبي بـ«الإقامة الفاخرة»، وذلك لتوافر احتياجات الطلاب الأساسية والترفيهية في هذا العزل الطبي بشكل متكامل. ولا تغيب أيضا جهود وزارة الصحة وتعاونها المثمر مع وزارة التعليم، للتوعية بهذا الفيروس الخطير، وعلى مستوى الخارج قدمت المملكة مساعدات طبية للصين، لدعمها في مواجهة هذا المرض.

حقيقةً، قد لا أوفي جهود وزارة الصحة حقها فيما بذلته لحماية المواطنين من كورونا المستجد، لكن كلي أملٌ في أن نبقى مدركين ومُقدرين للجهود المشكورة التي تبذلها الوزارة، بتوجيهات من قيادتنا الحكيمة، وأن ندحض الإشاعات التي تربكنا وتزرع الخوف في نفوسنا، باستقاء المعلومات من مصدرها الصحيح.