يرى عضوان في الجمعية الطبية البيطرية، ومهتمان في الرفق بالحيوان لـ«الوطن»، أن تأخر تفعيل الطرق الرحيمة أدى إلى انتشار وتفاقم مشكلة الكلاب الضالة داخل الأحياء والتجمعات السكنية والمزارع، ورسما 3 حلول بديلة للحد من انتشارها، وهي: الإخصاء، والتعقيم، وإطلاق برنامج وطني بشراكة كل من: وزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة التعليم، ووزارة الإعلام، والجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان والبيئة، والجامعات المتخصصة بالطب البيطري والبيئة، وملاك الحيوانات، والمجالس البلدية، والشورى، والقطاعات البيطرية الخاصة، علاوة على الالتزام بالخطة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE).

وكانت الأحساء شهدت السبت الماضي مصرع طفل، بعد إصابته بجروح وكدمات في أنحاء متفرقة من جسمه، نتيجة مهاجمة مجموعة كلاب ضالة داخل مزرعة في بلدة البطالية في واحة الأحساء الزراعية.

عوامل جذب

أرجع عضو الجمعية الطبية البيطرية السعودية محمود الخميس أسباب دخول الكلاب إلى التجمعات السكنية إلى تغير البيئة الزراعية والتوسع الأفقي العمراني، وما صاحبهما من قلة توفر مصادر الغذاء الطبيعية، الأمر الذي أجبرها في البحث عن غذائها داخل التجمعات السكنية من خلال المخلفات، وبالأخص في المتاجر والمطاعم التي يمتد نشاطها إلى ساعات متأخرة من الليل، بالإضافة إلى سوء تسوير المزارع، وعدم وجود حواجز شبكية على الطرق السريعة يجعل منها سهلة الوصول إلى التجمعات السكنية.

وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية علي الحاجي، أن النفايات التي يتم التخلص منها بصورة سيئة وغير صحيحة هي أكبر جاذب للكلاب الضالة.

برنامج وطني

أوضح الحاجي «أن الشراكات في البرنامج الوطني تمثل حلقة متكاملة من خلال برامج الوعي بسلوك الحيوان وطريقة التعامل مع الحيوانات الضالة من إيذائها أو الرفق بها من وزارتي التعليم والإعلام، وسن قوانين وتشريعات من الجهات التنفيذية، وتسجيل الحيوانات الموجودة والمسح الكامل لأماكن تواجدها والطرق العملية لوضع حلول وخطط لها من الجهات الأكاديمية والجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان والبيئة، بالإضافة إلى الوضع الصحي للكلاب الضالة عن طريق الخدمات البيطرية بوزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات البيطرية الخاصة، وتسجيل الحالة المرضية وتطبيق برامج التحصين مثل تحصين مرض السعار، وذلك للوقاية، ولمجلس الشورى والمجالس البلدية بمتابعة وتقييم برامج المكافحة، وفحص مدى تقدم البرنامج، وتصحيح الأخطاء والتقييم الدوري».

ملكيات خاصة

كما شدد الحاجي على التوازن البيئي لوجود جميع الحيوانات، وأن أي خلل في التوازن قد يضر بالبيئة، ومنها: وجود الثعابين والثعالب، إذ إن الكلاب تعتبر في بعض الأحيان حائط صد لعدم وجود حيوانات مفترسة في البرية، وقربها من المحيط السكني، لافتا إلى أن ساعات الفجر الأولى هي الفترات المناسبة للكلاب للبحث عن الغذاء والماء بعيدا عن أعين الناس، ومن سلوكياتها تحديد أماكن تعدها ملكيات خاصة لها، ولا تسمح بالكلاب الأخرى الدخول داخل محيطها الذي تسيطر عليها، فنجد يوميا نفس الكلاب تتواجد في الموقع ذاته.

سلوك الكلاب

أشار الخميس إلى أن أنثى الكلاب تنجب 5 جِراء خلال فترة حمل 62 يوما، وتنجب في الظروف الاعتيادية مرتين في العام الواحد، مبينا أن اختلاف السلوك الدفاعي والهجومي للكلاب يكون حسب الموقف، فتارة يدافع بعدم الأذى، ويستخدم صوته بالنباح دفاعا عن مكان تواجده لكونه يعتبر مكانه ملكا له أو من خلال خوف الأنثى على صغارها، أو سلوك الهجوم في حالة الدفاع عن نفسه أو في سلب شيء منه، وفي المقابل تفضل الكلاب اللحاق والجري خلف من يهرب منها، عندما يرى شخصا قريبا منه من دون سبب كحركة استباقية منه، ويكون الكلب سيئ السلوك فيلجأ إلى العض أو خدش الطرف المقابل.

أسباب دخول الكلاب إلى التجمعات السكنية:

تغير البيئة الزراعية

التوسع الأفقي العمراني

قلة توافر مصادر الغذاء الطبيعية

سوء تسوير المزارع

عدم وجود حواجز شبكية على الطرق السريعة