في الوقت الذي تزخر فيه منطقة جازان بآثار تاريخية، ذات أبعاد حضارية وثقافية، منذ آلاف السنين، تسبب إهمالها، وعدم صيانتها وتأهيلها في تغييبها واندثارها، إلى جانب بطء عمل فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة، في تجديدها وترميمها والعناية بها وتسويقها سياحيا، بعد أن طالتها يد التخريب في وقت تحولت بعض المواقع الأثرية إلى مواقف لمركبات الأهالي، ومرمى نفايات.

رصد وتوثيق

غابت المتاحف الأثرية بمحافظات جازان، إذ لا يوجد سوى متحف وحيد في محافظة صبيا، والذي يعد ضعيفا في أداء أدواره.

وتعد منطقة جازان من أكثر مناطق المملكة آثارا تاريخية، والتي بقيت صامدة طوال سنين طويلة، حتى طالها الإهمال، وتحتاج إلى الاهتمام بها، والمحافظة عليها، ورصدها وتوثيقها، وتعريف الزوار بها، إلى جانب الترويج بتاريخ المنطقة وأصالتها، إذ لا تكاد تخلو محافظة من محافظاتها من وجود للمواقع الأثرية منذ آلاف السنين.

تحولات مناخية

تحتضن منطقة جازان العديد من المواقع الأثرية التي تشتمل على: مدينة عثر، وقلعة دار النصر، والقلعة الدوسرية، والقلعة العثمانية، والحمى، وبيت الرفاعي، وقيار، وقلعة لقمان، والأدارسة، والقبب، والمسجد النجدي، وحصن صامطة، والمنقوشات والمخطوطات، والتي تعود إلى التاريخ والعصر القديم، وبقيت صامدة أمام التحولات المناخية، قبل ضياع العديد من مكنوناتها التاريخية.

كنز تاريخي

تحول موقع آثار قلعة دار النصر بمحافظة أبوعريش إلى مواقف سيارات، بعد أن كان الأهالي يمنون أنفسهم إلى الاهتمام بها، وتحويلها إلى مقر سياحي، حيث بقيت على حالها منذ 1036 هجريا، قبل أن يتم ترميمها مرتين، على يد أحد حكام العثمانيين لمنطقة جازان عام 991، وأهالي محافظة أبوعريش عام 2017. وأكد الأهالي، أن قلعة دار النصر ذات إرث تاريخي أصيل، إلا أن عدم الاهتمام بها وإهمالها، أضاعت العديد من القيم والمكتسبات، مطالبين مسؤولي المحافظة الاهتمام بها من جديد، وتحويلها إلى مكتبة ثقافية، أو مزار سياحي، لتعريف الزوار ومرتاديها، بتاريخ المحافظة على وجه الخصوص، والمنطقة بشكل عام، محملين الجهات المختصة أسباب اندثار هذا الكنز التاريخي القديم.

بئر مطموسة

على الرغم من أن جزر فرسان تعد واجهة سياحية على مستوى المملكة، لتواجد العديد من الآثار بها التي تتمثل في القلعة العثمانية، وبيت الرفاعي وغيرها، إلا أن تلك القلعة التي تعد حصنا كبيرا لم تحظ بالاهتمام والتطوير، وطالها التخريب في وقت سابق، قبل أن يتم تسويرها حاليا، ومنع الدخول إليها.

وطالب أهالي فرسان المسؤولين بتخصيص مرشدين تاريخيين، لتعريف الزوار بالقلعة وتاريخها، ووضع لوحة تعريفية بمدخلها، وتحسين صيانتها، إلى جانب البئر المتواجدة أمامها، والذي طمست نتيجة الإهمال والخراب.

تطوير بطيء

في الوقت الذي بدأت أمانة جازان بتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة الدوسرية قبل 4 أعوام، والذي يسير ببطء شديد، دون نتائج ملحوظة، يهدف مشروع التطوير إلى توفير منطقة حول القلعة لتكون جاذبة للسياح والمهتمين بالتراث. وسميت قلعة جازان بالقلعة الدوسرية، نظرا لنزول حامية تابعة للملك عبدالعزيز بالقلعة، واستخدمت كحصن عسكري يرصد الحركة في مدينة جازان، وتحتوي على بوابات وآبار، وإسطبلات، وأسوار مدعمة بأبراج المراقبة، واستخدمت في فترة الأسر الحاكمة في القرن الثالث عشر، والحكم الإدريسي، وعهدي الملك عبدالعزيز، والملك سعود، وفترة الشيخ عبدالله القرعاوي، وتقع على ارتفاع 200 متر عن سطح الأرض، وتطل على البحر، والتي تحتاج معها إلى تطوير واهتمام كبير، وتحويلها إلى موقع سياحي جاذب بمنطقة جازان.

غياب الاهتمام

أكد عضو مجلس الشورى اللواء متقاعد محسن الشيعاني، أنه على الرغم من وجود الآثار التاريخية بالمملكة، إلا أنها لم تأخذ حقها من الاهتمام، والمحافظة عليها فيما سبق، مشيرا إلى أنه يلاحظ في الفترة الأخيرة توجه الجهات المعنية، لرصد تلك الآثار، وتسجيلها، ووضع الخطط والمبادرات للعناية بها، وجعلها وجهة ومحطا للزوار والسياح، مؤكدا أن الأمر يتطلب تضافر جهود العديد من الجهات، لتحقيق هذا المطلب، وأن الاهتمام بالآثار التاريخية لأي بلد دلالة على ثقافته وعراقته، مطالبا بترسيخ أهمية الآثار في أذهان النشء، والمحافظة عليها.

تنوع جغرافي

أوضح رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة جازان الدكتور علي العواجي أن تنوع المنطقة الجغرافي ساهم في تنوع المناطق الأثرية في المحافظات الجبلية والساحلية والبحرية، فلكل منها أنماط خاصة بها، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل من خلال فريق عمل مختص على حصر المواقع الأثرية وتوثيقها، بهدف توثيق وحصر جميع ما تزخر به المنطقة من تراث إنساني وتاريخي، والمحافظة عليه وتسويقه، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث بالمنطقة، مضيفا إلى أنه تم حصر المناطق الأثرية بمحافظات الطوال، والحرث، وأحد المسارحة، وصامطة، والريث، وفيفاء، والعمل على الحفاظ عليها، والاهتمام بها، وترميم ما يحتاج منها.

متحف منزلي

حول المواطن عبدالله مجلي منزله في قرية الطاهرية إلى متحف أثري، بعد الانتهاء من بنائه في مدة بلغت 12 شهرا. وأوضح المجلي أنه بدأ في تطوير متحفه بشكل مستمر، والانتهاء من جمع المقتنيات الأثرية وغيرها، مشيرا إلى أنه يهدف إلى إبراز تراث المنطقة بشكل خاص، وتراث المملكة بشكل عام، مضيفا إلى أنه تقدم بطلب ترخيص، وتمت زيارة المتحف من قبل هيئة السياحة والآثار في المنطقة، وأنهم يعملون على تطوير المتحف.

أبرز المواقع الأثرية

القلعة الدوسرية

القلعة العثمانية

قلعة

دار النصر

مدينة

عثر

قرية الحمى

بيت الرفاعي

قلعة لقمان

قلعة قيار

الأدارسة

مسجد القبب

المسجد النجدي

حصن صامطة

الحصون القلاعية بالداير

المنقوشات والمخطوطات

مطالب

تطوير واهتمام دائم بالمواقع الأثرية

تحويل المواقع الأثرية إلى أماكن سياحية

تحويل دار النصر إلى مكتبة ثقافية

ربط القلعة الدوسرية بسوق جازان

تخصيص مرشدين تاريخيين

تحويل المواقع الأثرية إلى مزار يومي