‏خمسة أعوام مرت منذ أن استقبل أهالي المنطقة سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، بعد تعيينه أميراً لمنطقة القصيم، وتصريحه التاريخي حينها بحد ذاته كان درساً في رسم خطط القيادة الواقعية، والبعد عن الوعود الخيالية، حين قال (أنا لم أتعود إطلاق الوعود الخيالية، ولكنني أعدكم وعداً قاطعاً بإذن الله أن أواصل الليل بالنهار لتطوير المنطقة وخدمة مواطنيها ومواطناتها والأفعال قبل الأقوال). ‏اليوم ندرك أن ما كان خيالاً أصبح اليوم حقيقةً، وأن الأفعال قبل الأقوال، فسمو الأمير قريب من الجميع، فهو محبوب المواطن البسيط والقريب، ويتخذ نفس المسافة من كل مسؤول، فأهالي منطقة القصيم لن ينسوا أنه كان قريباً جداً من كل حدث. ‏من ينسى حين واكب الحدث، وشمّر عن ساعديه، ووقفَ على سيول المنطقة بسيارته سابقاً الجميع بإشرافه المباشر؟ ومن ينسى مروره بوقت متأخر من الليل على مستشفيات المنطقة؟ ومن ينسى تفاعله حين تزايدت حوادث أحد الطرق ووجه بتشغيل المركز الصحي على مدار الساعة بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية"؟ ومن ينسى زيارته لقرى وهجر ومحافظات في شتى أنحاء المنطقة؟ وتفعيل الإسكان التنموي للمناطق الطرفية؟ ومن ينسى ومن ينسى؟. ‏ما سبق ليس حصراً لإنجازاته لكنها مواقف يسيرة من مواقف وإنجازات سموه، ‏فله أيادٍ بيضاء امتدت لكل المناطق، يد بها سيف تحارب الإرهاب والفكر الضال، ويد كالنخلة المثمرة تقود زمام التنمية والسلام، مواقف مشهودة كان حاضراً فيها بسرعة تفاعله ووقوفه شخصياً على الحدث ثم معالجته في حينه. ‏بعيداً عن العمل الإداري كان قصر التوحيد منارة دينية وثقافية سخرها سمو الأمير لخدمة دينه ووطنه من خلال لقاءات أسبوعية كانت تحث في مضمونها على التمسك بالكتاب والسنة والتلاحم ووحدة الصف والوقوف خلف القيادة وتجفيف منابع الإرهاب ومحاربة الفكر الضال وغيرها من القضايا الهامة. ‏وكانت سياسة الأبواب المفتوحة ليست عبارة تقال بل واقع مستمد، وسمو الأمير نقله من صفحات الكتب إلى مجالس الحكم، ومن قرأ كتاب (المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية) الذي كتبَ مقدمته ملكنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز، وخطّته يد أمير منطقتنا العزيز الأمير فيصل بن مشعل، فمن أكتب عنه هو مؤلف الكتاب، ومن قدّمه ملك البلاد، يدرك هذه السياسة الخالدة. ‏يقول الملك سلمان في ثنايا تقديمه للكتاب (إن سياسة الباب المفتوح درج عليها الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده، مظهر من مظاهر الحكم المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتنظيم للعلاقة بين الراعي والرعية). ‏لن نخوض في تفاصيل الكتاب فهو يحتاج لمساحة أكبر، ولأن أمير الواقع يؤمن بالأفعال قبل الأقوال لن نسترسل بالكلام وسرد العبارات بل يكفيك الواقع من مشاريع وخدمات وتنمية صاحبها بناء وتثقيف وتشجيع للطاقات الشابة وبناء روح النجاح من خلال المبادرات والمنافسات، حتى الطاعن بالسن نجد كفوف يديه ودعواته تبرهن على قرب الأمير وملامسته لكل الاحتياجات، فالأمير فيصل يعد أباً لكل يتيم، حيث نراه يحتضنهم، وأفطروا على مائدته في مشهد أثبت إنسانيته مع حزمهِ عند أي قصور أو تهاون.

* عبدالله سعود البشري