أعتقد أن أسوأ الناس خلقا ومبادئ، هو من يستغل حاجات الناس الضعفاء أثناء الأزمات!.

شيء معيب وغير مقبول ما يحدث حاليا، من استغلال بعض الصيدليات -من ضعاف النفوس- حاجة الناس إلى بعض الأدوات مثل الكمامات ومواد التعقيم، وبيعها بأسعار مضاعفة عن سعرها الاعتيادي.

الحمد لله، لسنا في أزمة، ولا يوجد انتشار للمرض، لكن لو -لا قدر الله- جاءت أزمة في المستقبل، ماذا سيفعل هؤلاء الطماعون بالمواطنين؟!

فيه مثل من باب العبرة يقول: «يا فرعون من فرعنك؟، قال: ما لقيت أحد يردني»، ماذا فعلت هيئة الدواء والغذاء للمراقبة والتحكم في الأسعار؟!

للأسف الشديد، نرى قصورا كبيرا في أعمال هذه الهيئة. شركات الدواء وبعض الصيدليات الكبرى تشعر بالزهو والتكبر، وتريد من يشكمها ويوقفها عند حدودها القانونية وحدود الأنظمة. ألا يكفي أن أسعار الدواء لدينا من الأغلى مقارنة بكثير من أسعار الدول الأخرى حتى الأوربية والغربية؟، وحتى بعد محاولات التخفيض ما زالت أكثر بكثير من الدول الغربية؟!

أما المأساة المستمرة التي يجب أن يوضع لها حد، فهي بدائل الأدوية، وما أدراك ما بدائل الأدوية. هل اكتفت هيئة الدواء بوضع لوحة أن الدواء له بدائل فقط، لكن عمليا عندما يأتي المريض يعطيه الصيدلي أغلى الأدوية، ويدّعي أنه الأفضل.

ما ذنب عجوز في عرعر أو جازان، يا هيئة الدواء والغذاء، أن يأخذ دواء غاليا جدا يؤثر على ميزانيته، بينما هناك بدائل بالجودة والتأثير كليهما، وأرخص إلى النصف أو الربع؟.

هذا العجوز -حفظه الله- أينما كان، لا يعرف «جينيرك» ولا يعرف الاسم العلمي، هو يتبع ما سيقوله له الصيدلي الذي -للأسف- يبحث عن البيع الأكثر وتصريف بضاعة معينة، ويقول له هذا الأحسن، ولو تجرّأ المسكين وطلب بدائل سيجيبه للأسف البدائل خالصة، ولو تجرّأ وذهب إلى صيدلية أخرى لحصل له السيناريو نفسه، فيضطر مكرها لشراء الأغلى والمتفق عليه بين ضعاف النفوس من بعض الصيادلة، وهذا يؤثر على ميزانيته.

كثير من المرات عندما تكون في الصيدليات تشاهد الموقف أمامك. الصيدلي يختار الأغلى للمريض، رغم وجود البدائل المماثلة. نحن نعرف هذه الألاعيب، لكن المواطن العادي ما ذنبه يا هيئة الدواء والغذاء، وجزءٌ كبير من مهامكم هي حمايته؟! وهذا السيناريو يتكرر أكثر في الصيدليات الكبرى!. هل هو غرور أم يعتقدون أنهم لن يُسألوا؟.. لا أعلم!

هيئة الدواء والغذاء تحتاج إلى تغيير كبير، وتحتاج أن تكشر عن أنيابها ضد الطماعين من تجار وصيادلة!. نحن الآن في عصر الرؤية ولا أحد فوق القانون.

مثال آخر، إلى الآن لا نعرف من المتسبب في مشكلة وأزمة الدخان القديم والجديد، والتي ضاع دمها بين الجهات، كما يقول المثل.

وكما يعلم كثيرون، أنا من أكثر الناس حماسة لمكافحة التدخين منذ عقود، لكن بما أنه سمح به فيجب أن يكون على مستوى وجودة عالية.

إنه منظر غير حضاري جدا، عندما أشاهد الإخوة المواطنين يتحلقون في الأسواق الحرة في مطارات العالم يشترون الدخان القديم. غير مقبول ويحزّ في النفس، السعودي يستاهل الأحسن في كل شيء، حتى لو كان مؤذيا، لكن هذا خياره.

نريد إدارة دواء وغذاء على مستوى الطموح أو التغيير، إذا لم يكونوا قادرين على الوصول إلى تطلعات المواطن. بعض تجارة الدواء في العالم وفي السعودية لوبي قوي يحتاج حزما.

هذا العصر عصر الرؤية يمكن تلخيصه للمسؤول ببساطة: «اِعملْ أو اِمشِ» المناصب تكليفٌ وليست تشريفا.