أفل نجمه وخفت بريقه عقب أن كان يملأ عنان السماء توهجا وبريقا، ونوره يسطع بجميع الأرجاء، هذا هو الحكم السعودي الذي كان حديث الشارع الخليجي والعربي والقاري والعالمي، نزعت منه الثقة وسلبت منه الهيبة بين عشية وضحاها، فأضحى حبيس مكانه يراوح بين الدرجة الأولى والثانية والثالثة والفئات السنية، ونادرا ما نراه يقود مباريات قليلة بدوري المحترفين، بشرط موافقة إدارات الأندية، وفوق كل هذا ما زال النقد يطاله والشكوك تطاله وعدم الرضا من الكثير، يناله بسبب وبدون ذلك، وأقلام الإعلام المنتمي لأندية دون أخرى يطاله، وهو الذي مثل وشرّف المملكة في محافل دولية منذ 1986 عندما اختير فلاج الشنار حكما في مونديال المكسيك، عقبه عبدالرحمن الزيد وعبدالله الناصر وعلي الطريفي وخليل جلال، وبمحافل أخرى قارية كعمر المهنا وعلي المطلق وفهد المرداسي وناصر الحمدان ومحمد سعد بخيت ومحمد حامد الغامدي ومحمد السويل، وأخيرا عبدالله الشلوي أفضل حكم مساعد آسيوي 2015



استبعاد السعودي

في وقت مضى أصدر الاتحاد السعودي قراره باستبعاد الحكم السعودي من إدارة مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، لتدار جميع المباريات بصافرة أجنبية، قبل أن تتاح لبعض الحكام هذا الموسم إدارة بعض المباريات بدوري المحترفين مع مباريات الدرجات الأخرى كالأولى والثانية والثالثة والفئات السنية.

رئاسة أجنبية

بدأت علاقة الحكام الأجانب في لجنة الحكام الرئيسية منذ نهاية 2015 الذي تم فيه تعيين الحكم الإنجليزي هاورد ويب مديرا لدائرة التحكيم السعودي رغم وجود عمر المهنا رئيسآ للجنة، الذي لم يمض وقتا طويلا حتى غادر منصبه ليحل مكانه مرعي العواجي، وعقب رحيل الإنجليزي ويب جاء مواطنه مارك كلاتنبيرغ الذي تدرج في عمله مع لجنة الحكام السعودية حتى تقلد منصبها، قبل أن يغادرها الموسم الماضي ويخلفه خليل جلال، الذي تم إعفاؤه من منصبه إثر حديثه الإعلامي في نهائي كأس الملك، وذكره لمعلومات غير دقيقة حسب بيان صادر من الاتحاد السعودي، لتسند المهمة المؤقتة للإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا رئيس لجنة الحكام في اتحاد الفيفا لاختيار الطواقم التحكيمية التي ستدير المباريات المتبقية، وكان الاتحاد السعودي بصدد التعاقد مع الإنجليزي كولينا الذي حضر للرياض، ولكن لم يتم الاتفاق معه حتى أسندت المهمة أخيرا للإسباني فرناندو تويسكار، وتضم لجنته الحكم يوسف ميرزا ليشغل منصب نائب الرئيس، وعضوية كل من الحكم عبدالله مطلق الشلوي وعبدالرحمن التويجري وعبدالعزيز العقيلي والإيطالي ماتيو تريفولوني للعمل كمستسار للجنة.

رابطة للحكام



حول هذا الموضوع وكيفية استعادة الحكم السعودي الثقة وعودة الهيبة له ليعود كما كان محليا وخارجيا، تحدث الحكم الدولي السابق والمحاضر والمستشار ومقيم الحكام أحمد الوادعي، وقال «لا بد من إنشاء رابطة للحكام وسبق وطالبت بإنشائها قبل عدة سنوات وقبل انتخابات مجلس إدارة أحمد عيد، ووضع ذلك من ضمن النظام الأساسي لكرة القدم، ولكن مع الأسف هناك ممن عمل على إبطال الرابطة، منهم من هو ضمن أعضاء الجمعية العمومية أو القانونيين الذين دخلوا على الرياضة وهم لا يفهمون فيها، ومع الأسف إلى الآن لم تنشأ الرابطة وأنا أكثر من طالب بها ولن أتخلى عن المطالبة، لأن ذلك من أبسط حقوق الحكام، وإنشاؤها سيكون له دور أساسي في تطوير ودعم التحكيم والحكام، وأعد الجميع.. لو تم إنشاء الرابطة سيكون هناك تطوير ورجوع للحكم السعودي بشكل أفضل مع وجود تقنية VAR»، وأضاف «بخصوص نجاح الحكم خارجيا وعدم نجاحه داخليا، فأنا لست مقتنعا بالمقولة فالحكم السعودي لديه أخطاء خارجيا، وهذه العبارة هي في الأساس سلبية على الحكم، ويجب عدم ترديدها حتى لا نجعل للحكم السعودي عذراً ونختلق له الأعذار والتبريرات».

تدخلات اتحاد الكرة



قال حكم الدرجة الأولى سابقا خالد قميش «الحكم السعودي يمتاز بصفات نادرة عالميا كالقيادة والشجاعة، لكن للأسف هذه الصفات يفتقدها محليا ولا يستطيع ممارستها في ملاعبنا، بسبب الضغوطات التي يواجهها من اللجنة أو من الإعلام، بينما يبدع في الملاعب الخارجية، وفي النهاية الحكم بشر فتجده يستسلم لمثل هذه الضغوطات فيخفق في بعض المباريات، رغم أنه يلقى اهتماما واسعا من القيادة الرياضية التي لم تبخل عليهم بشيء فقد سخرت لهم كل الإمكانات المادية والمعنوية، ولكن يبقى الخلل في الكوادر التي تقود المباريات بالعقليات والأفكار، هل منظومة التحكيم لديها أفكار جديدة، وهل منظومة التحكيم مستقلة في قراراتها وهل لديها القدرة لتقول لا لأي عضو في الاتحاد، ففي النهاية لجنة التحكيم تعود لاتحاد الكرة وأعضاء الاتحاد يفرضون على الحكام أجندة ليست من صميم التحكيم مما يؤثر على سير التحكيم، فلا بد من نقاش والوقوف بقوة والضرب بيد من حديد لأي عضو في يتدخل في عمل اللجنة التي لابد أن تكون مستقلة تمامآ ويكون لديها خارطة طريق يقودها حكام أكفاء ومستشارين ومراقبين لديهم القدرة والإلمام بالقوانين».

-1986 أول ظهور عالمي للحكم السعودي

-حكام سعوديون شاركوا في أكثر من بطولة عالمية

-الحكم السعودي غاب عن المحافل الدولية مؤخر

-2015 تولى هاورد ويب إدارة دائرة التحكيم

-الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ ترأس لجنة الحكام

-اتحاد القدم أبعد الحكم السعودي عن دوري المحترفين

-الحكم السعودي عاد بشكل ضئيل منذ 19 ديسبمبر الماضي

-الوادعي يطالب بإنشاء رابطة للحكام

-قميش يطالب بعدم تدخل اتحاد القدم في اللجنة