سؤال عريض يطرحه المتابعون للوسط الرياضي السعودي، مع كل تصريح مثير يدلي به رئيس ناد أو مسؤول في أحد الأندية، قبل وبعد المواجهات الجماهيرية والمهمة، وهو هل التصريحات المثيرة التي تصدر من قبل القائمين على الفرق وتحديدا في دوري المحترفين السعودي تسخين للمواجهات، وأمر متفق عليه بين الطرفين لجلب الإثارة للمواجهة وتسخينها مبكرا، أم أن ذلك انفلات وعدم احترام للمنافس ولا لجماهيره وتاريخه؟.

هذا السؤال ظل لسنوات عدة بين الحاضر والماضي، ولم يجب عليه أحد، مما كان له تأثيره الواضح في الاحتقان الحاصل حاليا بين جماهير الأندية، وللأسف إن ذلك الاحتقان انتقل إلى الواجهة الإعلامية، مما أدى إلى زيادة حدة التعصب الرياضي الممقوت، الذي يطالب الرياضيون بمحاربته ونبذه.

ملح الرياضة



في السابق كانت التصريحات المثيرة والقوية محصورة بين قطبي العاصمة وقطبي جدة، وتحديدا وبشكل أكبر بين قطبي العاصمة النصر والهلال، وكان يرى البعض حينها أن تلك التصريحات الخفيفة والسريعة كانت ملح الرياضة، ولا تتعدى حدود المواجهة، إلى أن اشتدت بين ناديي النصر والهلال، إبان رئاسة الأمير عبدالرحمن بن سعود للأول، والأمير خالد بن محمد للثاني، قبل أن يتم إيقافهما من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

ورغم أن التصاريح القوية كانت محدودة بين قطبي العروس الأهلي والاتحاد، إلا أنها كانت ذات نكهة خاصة في حينها.

اللاعب الخفي



خلال مواسم ماضية حملت قوة تنافسية بين الهلال والاتحاد، ظهرت على الساحة التصريحات المثيرة بين رئيسي وأعضاء شرف الناديين، ولعل تصريح رئيس الهلال الأسبق الأمير بندر بن محمد ذات مرة عندما قال «سنهزم الاتحاد باللاعب الخفي» يعد من التصريحات المتداولة حتى الآن، إذ إن الكثير يتساءل من هو اللاعب الخفي الذي أشار إليه الرئيس الهلالي في تصريحه في حينها؟



كما أن تصريح الرئيس الاتحادي الأسبق منصور البلوي عنما ذكر أن فريقه موافق على إعادة مباراة الفريقين، إذا كان الهلال يريد ذلك، وذلك بعد أن انتهى اللقاء بفوز الاتحاد، ليرد عليه رئيس الهلال قائلا «سنعيدها بشرط قيادة البلوي للتحكيم».

وفي تعليق آخر على تصريح للبلوي، قال رئيس الهلال «الكباري والأنفاق لعبة لا نجيدها، وانتقال عزيز ممكن، لكن في الصور».

مكة وصلبوخ



منذ 2012 طفى على السطح تحد جديد وإثارة جديدة، بين ناديين جديدين عندما بدأ التنافس على لقب الدوري في ذلك الموسم بين الشباب والأهلي، وبرز التحدي الإعلامي بين رئيسي الناديين خالد البلطان والأمير فهد بن خالد، خصوصا في الموسم التالي، عندما قال البلطان قبل مواجهة فريقه والأهلي الوعد مكة، ليرد الأمير فهد بن خالد «سواء أكان الوعد مكة أو حتى صلبوخ، فجماهير الشباب لا تتجاوز 250 مشجعا والـ16 ألف كانت لجماهير الأهلي».

بعد غياب عادت التصريحات النارية بين مسؤولي الناديين، حينما قال البلطان في الموسم الماضي بعد تغلب فريقه على الأهلي «كنت واثقا من الانتصار، بحكم عدم قدرة الأهلي على مجاراتنا، تركت المشهد الرياضي منذ 5 سنوات وعدت والأهلي لم يتغيَّر، ولا جماهيره التي تتعرض للإغماءات». وجاء رد الأهلي من ماجد النفيعي «ليس من العدل أن أجاريه وثمة فجوة كبيرة بيننا، وأترفع عن الرد».

انتقال العدوى



انتقلت العدوى إلى مواجهات النصر والشباب، وخصوصا بعدما قال رئيس النصر السابق سعود السويلم، «جماهير الشباب استراحتين و16 بيتا»، فرد عليه البلطان «نادي النصر جاليات ولا يمتلك لا عراقة ولا تاريخ»، ليكررا ما حدث بين البلطان والأمير فيصل بن تركي، حينما قال الأول «من يريد أبناء عطيف يأخذهم من البلاي ستيشن»، ردا على مفاوضات رئيس النصر مع أبناء عطيف، فرد عليه الأمير فيصل بن تركي قائلا «لن أعطي البلطان أكبر من حجمه»، ومؤخراً عادت التصريحات بخروج كبير عن النص من قبل المدير التنفيذي للشباب خليف الهويشان عندما وصف نادي النصر بالقرنبع والجاليات.

إعلام الأندية

المؤسف أن الانفلات في التصريحات تحول من الأندية إلى الإعلام الموالي للأندية، فبات هناك خروج عن النص، في كثيرا من الأحيان، وهو الأمر الذي طالب العديد من الجماهير والإعلاميين بضبطه وعدم ترك الحبل على الغارب، ولعل ما يصاحب المواجهات الكبرى من تصريحات وتحديات لا تليق بالكرة السعودية التي تنشد العودة للمنافسات العالمية والقارية أمر مؤسف.

ضوابط معينة

لو نظرنا للكرة الأوروبية من ناحية التصريحات النارية نرى أن المدربين هم من يطلقون التصريحات والتحديات التي تتناقلها وسائل الاعلام، وتنتظرها جماهير المباراة بفارغ الصبر، لأنها تجعل للمباراة نكهة رائعة، وفق ضوابط معينة.

الإجابة انتظار

ما زال السؤال الذي يؤرق الشارع الرياضي، ويحتاج إلى إجابة الدوري السعودي فالمصرح لهم بإطلاق التصريحات هم رؤساء الأندية، وأغفل دور مدير المركز الاعلامي للنادي، الذي يعد الناطق الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم النادي، ومن واجباته التفاعل مع الحدث في حدود اللباقة وعدم الإسقاط على الآخرين.

-التصريحات المثيرة بدأت بين قطبي العاصمة

-تصريحات الأهلاويين والاتحاديين كانت على استحياء

-تنافس الهلال والاتحاد خلق حربا إعلامية كبرى

-الأهلي والشباب دخلا في تحديات كبرى

-الشباب اتجه إلى الإثارة مع النصر بعد تصريح السويلم

-الانفلات الإعلامي صاحب تصريحات رؤساء الأندية المثيرة

-عبدالرحمن بن سعود وخالد بن محمد تعرضا للإيقاف

-بندر بن محمد ومنصور البلوي أشعلا مواجهات الهلال والاتحاد

-الأمير فهد بن خالد وخالد البلطان اتجها للتحدي الإعلامي

-السويلم والبلطان أطلقا تصريحات غير مقبولة

-المدير التنفيذي للشباب كان صاحب آخر التصريحات