ترنم مثقفو جازان طربا على أوبريت درة الجنوب الذي أعاد نادي جازان الأدبي من خلاله ذاكرتهم إلى الثمانينات، عندما غنت الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان قصيدة الشاعر والأديب الكبير محمد علي السنوسي «جازان يا درة الجنوب الباسم الناعم الخصيب»، وذلك في حفل تكريم الفائز بجائزة السنوسي الشعرية في دورتها الحالية، وافتتاح الملتقى الشعري الرابع والفعاليات المصاحبة، محييا بذلك ليالي جازان الثقافية بعد أن تزينت لاستقبال عرسانها من الشعراء والأدباء والنقاد والمثقفين، الذين وفدوا إليها من مختلف مناطق المملكة وعلى المستوى العربي أيضا.

عبق السنوسي

استلهم شباب وشابات منطقة جازان من المصورين والفنانين التشكيليين سيرة الشاعر محمد بن علي السنوسي في أعمالهم الفنية التي حواها عليها المعرض التشكيلي المصاحب للمتقى الشعري الرابع «من عبق السنوسي»، عبر تجسيد مراحل حياته وأعماله الأدبية والشعرية فنا خلق بالتوازي مع قصائد شعراء الملتقى، تكاملا أشبع عقول المتذوقين من المثقفين والمثقفات.



تطوير الفن

عبر رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر حسن الزهراني عن سعادته بما اطلع عليه في المعرض، وقال «كان معرضا مختلفا وحديثا تتجلى فيه روح الشباب بشكل مبهج وملفت للأنظار، فلقد استطاعوا أن يصنعوا من هذه الليلة ومن اسم السنوسي ومما أبدعه وأنتجه ومما قيل عنه لوحات مختلفة، سواء أكانت بالصور الفوتوغرافية أو الفن التشكيلي، ما أدخل على الأنفس السرور». وأضاف «أن الفن الذي خرج من جازان وولد ونبت أثمر لنا مثل هؤلاء الذين استطاعوا أن يطوروا هذا الفن وأن يخلقوا فنا وإبداعا جديدا مختلفا ومبهجا وملفتا للأنظار».

فخر التكريم

عبر الفائز بالجائزة الشعرية في دورتها الحالية الشاعر جاسم الصحيح عن ديوانه «قريب من البحر بعيد عن الزرقة» بالفخر الكبير لهذا التكريم، وقال شعرت الليلة بتضاؤل قامتي أمام قامة الحفل وصاحب المناسبة وهو الشاعر الكبير محمد علي السنوسي رحمه الله، مضيفا: لا يمكن أن أعزو هذا التكريم إلى مسألة أن ديواني فاز أو رشح وإنما أعزوه إلى أنه تكريم من شعراء جيزان وأهلها وأرضها النبيلة.

منبت الشعر

وصف الصحيح جازان بمنبت الشعر، وذلك في ختام كلمته حينما استشهد ببيت شعري للشاعر حسن الزهراني قال فيه: «إذا جئت جازان السماحة والندى فقل رب زدني مثل أبنائها علما»، واصفا الآتي إلى جازان بالشعر كالذاهب إلى الأحساء بالتمر، معللا ذلك بقوله لأن جازان هي منبت الشعر والجمال والإبداع، وقال «أتقدم بالشكر للنادي وأهالي جازان على ما تفضلوا به من تكريم لي شخصيا وللشعر عامة»، مضيفا: «يربطني بجازان أولا الصداقات العديدة مع الكثير من شعرائها وأدبائها وأهاليها، ويربطني بها الشعر في حد ذاته، وقبل ذلك وتلك وطننا الواحد الذي ننتمي له».

شاعر ضخم

وصف الدكتور أحمد التيهاني الشاعر السنوسي بالشاعر الضخم الجدير بأن يفوز بجائزته شاعر ضخم من بيئة أدبية ولادة كبيئة الأحساء وهو جاسم الصحيح، مضيفا «إن السنوسي هو الاسم التاريخ بالنسبة إلينا مذ عرفناه أو عرفه أجدادنا من خلال عبد القدوس الأنصاري إلى أن قرأنا وحفظنا له في المناهج الدراسية الأولى».

محمد عابس

بين الشاعر محمد عابس مدير عام الأندية الأدبية سابقا أن تخصيص جائزة باسم السنوسي وهو أحد أعلام الشعر في بدايات النهضة للمملكة هو نوع من الوفاء لشخصية كبيرة مثله، و«استمرار هذه الجائزة باسمه لعدة سنوات يدل على عزم وإصرار أبناء المنطقة على أن يوثقوا هذه الحالة ويجعلوها مزارا سنويا واحتفالية لتكريم الشعراء المتميزين على مستوى المملكة والعالم العربي».

وأضاف في كل دورة نجد القائمين على الجائزة يحاولون إعطاءها مزيدا من الحضور والتألق محليا وعربيا، وهذا ما نتمناه وندعمه ونقف إلى جانبه في هذا المجال.

أبرز الفعاليات:

معرض تشكيلي

جائزة السنوسي

أوبريت غنائي

أمسيات شعرية

ندوات نقدية