الأزمة الخانقة التي حدثت بين إدارة نادي النصر ولاعب الفريق الأول لكرة القدم المغربي عبدالرزاق حمدالله عشية مواجهة فريقه الدورية أمام الفيصلي وكسبها الأخير 3/ 2، أشعلت فتيل الشارع الرياضي وتنامت القضية بعد الخسارة والتي صبت معطياتها لمصلحة اللاعب، حيث وجد تعاطفا كبيرا من قبل جماهير فريقه، في إشارة إلى أنه يملك جزءا كبيرا من الانتصارات، متى ما غاب تنسلخ الخطورة، وربما أن ذلك تجسد إلى حد كبير في ثنايا المواجهة التي كانت تحتاج إلى مهاجم بقدرات الغائب الحاضر حمدالله، ويقيني أن إدارة النصر بعد الخسارة ستحرص على توفير أفضل الأجواء للاعب في قادم الأيام لرتق الإشكالات بين الطرفين حتى نهاية الموسم الجاري الذي نقف على الربع الأخير منه، صحيح أن تطبيق الأنظمة واللوائح أمر إيجابي، وتحديدا مع اللاعب المحترف الذي يتقاضى مبالغ طائلة، غير أن الأمور لا يمكن أن تكون كذلك في كل الأحوال، حمدالله كسب التعاطف الجماهيري بعد التعثر المؤلم، وبالتالي الإدارة ليست بحاجة إلى فتح جبهات مع أطراف أخرى، وفي مثل تلك الظروف ينبري سؤال هل اللاعب الفارق في الفريق يجوز له ما لا يحق لغيره؟ هذا الطرح في شكله غير مقبول، ولكن في أحيان كثيرة التغاضي وتجاهل المواقف قد تكون نتائجهما إيجابية، خاصة إذا كان الوقت يحتاج إلى رباطة جأش وعدم تصعيد المواقف، وخلق أجواء تعزز العطاء وسط الميدان لدعم الفريق في ساحة المنافسة.

والأكيد أن طقوس النجوم وشطحاتهم التي تحدث يتعين التعامل معها بأسلوب دقيق لتحقيق الحسنيين، عموما حمدالله في الموسم الماضي لم يصدر منه ملامح تثير الشارع الرياضي، في حين كان له أكثر من موقف في الملعب وخارجه في هذا الموسم، ولا نعلم السبب في هذا التبيان، والأكيد أن الحنكة الإدارية هي من تصنع النجاحات، وتحول الإشكالات إلى إيجابيات، وأعتقد جازما أن قضية حمدالله الأخيرة لو أحسن التعامل معها لقتلت في مهدها، وفي النهاية نتفق على احترامنا للأنظمة واللوائح، ومن يملك القدرة على سلخ الأزمات بلا شك إداري حاذق، لأنه من السهل تطبيق النظام ومن الصعب علاج الأمور دون اللجوء إلى العقوبة.