هذا الفيروس ليس الأول ولن يكون الأخير، ولو كان الأسوأ في القرن الأخير. وبغض النظر عن سببه، سواء كان بانتقاله من الحيوان إلى الإنسان، أو كونه سلاحا بيولوجيا خرج عن السيطرة في الصين، أو هوجمت فيه من نظام آخر، الأهم كيف نتعامل معه كدول ومجتمعات.

فدولتنا قامت بجهد كبير في مقاومة دخوله، ثم في مكافحته داخليا، وجهود القطاع الصحي محل شكر وتقدير الجميع، إلا أن بعض الناس لا يتحلّون بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأهلهم، فضلا عن مجتمعهم، وذلك بمخالفتهم التعليمات، إذ يتجمعون في أماكن عامة دون مراعاة للآثار الخطيرة، مما يوجب الضرب بيد من حديد، لأن ضررهم يشمل العباد والبلاد.

وهناك مطالبات بشأن المساجد استجابت لها الوزارة والعلماء، مع أن صلاة الجماعة ليست واجبةً ابتداءً، وإنما هي سنّة مؤكدة، كما أن كونها في المسجد فرض كفاية، يقوم به من تنعقد بهم الجماعة. وأما الجمعة فواجبة لكن في حال الضرر فإنه يزال، فيشرع تركها في هذه الأحوال، وقد هوجم الصديق أحمد العرفج حينما طالب بذلك، ثم جاءت الفتوى الرسمية مؤيدة له، كدليل على معاركنا العبثية وسوء ظننا بالآخر والمزايدة عليه، دون مراعاة لحق التفكير والتعبير وحرية الرأي.

كما أتمنى تقديم العفو الرمضاني، حمايةً للسجناء من الفيروس، ولرعاية أهلهم في هذه الظروف الطارئة.

ونسأل الله أن يلطف بالإنسانية جمعاء، ويرفع عنها هذا البلاء.