العمل التطوعي يقوم على تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل تحقيق الخير في المجتمع، وإن كان التطوع يتأسس على الطواعية في القيام به دون إجبار، إلا أن أهميته تبرز أكثر في الأزمات، وتقديم المساندة والدعم للمجتمع من مؤسسات حكومية أو أهلية لمواجهة أزمة ما، أو تنفيذ أنشطة وبرامج خيرية لإنقاذ ودعم فئات محتاجة للتدخل والدعم والمواساة وقت الأزمات!. ولكن رغم الجهود المستمرة لنشر ثقافة التطوع في المجتمع السعودي من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، واختيار ناشطين وناشطات للمشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية، وعقد الشراكات مع القطاع الثالث لدعم البرامج التطوعية للجهات الحكومية، إلا أن ظهور ونشاط الفرق التطوعية المتعددة دون المستوى المتوقع في أوقات الأزمات، حيث التركيز فقط على الظهور في المناسبات الاجتماعية الترفيهية، والاحتفال بالأيام العالمية المختلفة أو زيارات مراكز الرعاية الاجتماعية أوالصحية لفئات خاصة، وتوزيع الهدايا والورود والتقاط الصور التذكارية معهم!، لكن في الفترات الحرجة وأوقات الأزمات التراجع والبطء ما زال ملحوظاً، والجهود التطوعية الموجهة دون المستوى الموازي لحجم الأزمة ولمدى خطورتها خاصة في وقتنا الحالي مع سيطرة المخاوف من فيروس كورونا ومخاطره على جميع المستويات!، فالمشاهدات اليومية والواقعية مع ظهور الفيروس على المستوى العالمي ازدادت معها الإشاعات الصحية المحلية، والتوجيهات اليومية عبر رسائل قروبات الواتس، والكثير منها تحمل طابع التهويل والتضخيم الذي يسيء لصحة وراحة المواطن، وللجهود الحكومية في مواجهة الفيروس والحدّ من انتشاره!. وبالرغم من الاحتياطات الوقائية التي أقرتها حكومتنا للحدّ من انتشار الفيروس، والجهود الطبية الملموسة من وزارة الصحة السعودية، إلا أن وقتنا الحالي يحتاج للدعم التطوعي المدروس سواء على المستوى الوقائي أو التوعوي أو المستوى العلاجي، فالقطاعات الصحية بحاجة للمساندة بمختلف أنواعها، والدفاع المدني والمطارات والمنافذ البرية والمراكز الصحية في المحافظات الصغيرة والبعيدة عن المدن الرئيسة، ومكاتب مراقبة المطاعم والمقاهي، وجميع الجهات ذات الجولات والمهام الميدانية بحاجة للدعم والمساندة من الفرق التطوعية ذات الرؤية والرسالة الإنسانية المحددة مسبقاً التي تبرز قيمة ومكانة التطوع في مجتمعنا.

فمن أهم أنواع التطوع «التطوع في حالات الطوارئ» وذلك من خلال إنعاش الجهود بعد حصول الكوارث أو الأزمات باختلاف أنواعها ومستوياتها!، لذلك هذا النوع من التطوع يحتاج لإبرازه ورسم سياسته أكثر، واعتماده من خلال متطوعين مؤهلين ومعتمدين من الجهات الرسمية حتى نتجاوز مستويات وأنواع التطوع البسيط أو التعاوني أو المحدود من أجل الارتقاء فعلاً بجهودنا المحلية التطوعية بما يساهم في تطور المجتمع فعلياً، وتأهيل أفراده لمواجهة الأزمات والكوارث.