عرضت إحدى جلسات المؤتمر الثامن للجمعية السعودية للإعلام والاتصال، تجربة مختلفة تتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، من خلال ورقة قدمها الدكتور إبراهيم البعيـّز بعنوان «حوار حول التنمية في الفضاء الافتراضي». استعرضت الورقة تجربة «ملتقى أسبار»، وهو مبادرة للمسؤولية الاجتماعية لمؤسسة من القطاع الخاص، لتوظيف إحدى منصات التواصل الاجتماعي (WhatsApp) في مشروع تنموي. يضم الملتقى 100 شخصية من مختلف التخصصات العلمية، والمسارات المهنية، والخبرات والتجارب العملية، ووجدوا في تطبيق WhatsApp فرصة لإنشاء منصة للحوار وتبادل الرأي، ضمن الالتزام بقواعد وإجراءات تسعى إلى الموضوعية والمنهجية العلمية.

مفهوم التنمية الحديثة

ذكر البعيـّز في ورقته أن المفهوم الحديث للتنمية تجاوز النظرة التقليدية التي حصرت الأدوار التنموية بين القطاعين العام والخاص، متجاهلة القطاع الثالث الممثل بمؤسسات المجتمع المدني كشريك وعنصر مهم في منظومة المؤسسات المجتمعية، وما يمكن أن تقوم به في مسيرة التنمية بكل محاورها وأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية.

المجتمع المدني

بين البعيـّز أن الدور والمسؤولية الاجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني لا يقتصر على المشاريع الخيرية والأعمال التطوعية، بل يمكن أن يدخل إلى دوائر صنع القرار، أو التأثير بالأمور المتعلقة بالشأن العام. فمؤسسات المجتمع المدني قادرة على نقل نبض الشارع ومطالب وهموم واحتياجات المواطنين؛ مما يؤهلها لمساهمة جادة وفعلية في تصحيح مسارات المشاريع والمبادرات التنموية، وتقديم تقويم موضوعي لمقدار نجاحها في تحقيق الأهداف المأمولة منها. فهي هنا ليست مقتصرة فقط على النقابات والاتحادات والجمعيات على اختلاف أهدافها، بل تشمل مشاركة المواطنين حتى لو لم يكونوا منتظمين في مؤسسات مُرَخص لها رسميًّا وفقا لتصنيف اليونسكو، ومن هنا جاء اعتبار ملتقى أسبار كشكل من الأشكال الحديثة للمجتمع المدني.

تجربة أسبار

ذكر البعيز أن الورقة استعرضت تجربة ملتقى أسبار مع قضية الأسبوع التي توزعت بين مجالات مختلفة للتنمية تصدرها قضايا الاقتصاد والمجتمع والسياسة والإعلام، والتنويه بأن ما تم تقديمه من أوراق وما دار حولها من نقاشات تتم طباعتها في تقارير شهرية، وصل عددها إلى 60 تقريرا، وكلها متاحة على موقع الملتقى للقراء والتنزيل مجانا. تجدر الإشارة إلى أن عدد القراءات لهذه التقارير تجاوز 140 ألف مرة، وعدد التنزيل لها قارب 16 ألف مرة.

مميزات مؤسسات المجتمع المدني:

- قادرة على نقل نبض الشارع ومطالب وهموم واحتياجات المواطنين

- مؤهلة لمساهمة جادة وفعلية في تصحيح مسارات المشاريع والمبادرات التنموية