لا يزال الرعب يسيطر على العاصمة المصرية القاهرة بعد ساعات من إعلان الحكومة تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين لمواجهة فيروس كورونا، عقب توجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي بذلك وتخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة الأزمة.

وتظهر مشاهد الرعب والخوف في القاهرة على خلاف باقي المحافظات بسبب تسابق المواطنين على تخزين السلع الغذائية، خوفا من زيادة أمد الأزمة، ورغم إعلان الحكومة وجود احتياطي سلعي يكفي لمدة 6 أشهر قادمة إلا أن مخاوف المواطنين لم تنته، بل اتهم بعضهم الحكومة بتقليل حجم الأزمة والتستر عليها لمدة شهر كامل، مما أدى إلى تفاقمها.

مخاوف من إخفاء أعداد المصابين

تتطابق مخاوف المواطنين مع تقارير دولية تتهم الحكومة المصرية بإخفاء أعداد المصريين، آخرهم ما نشره الباحث الكندي إيسك جوخوه بأن عدد الإصابات في مصر ما بين 6 آلاف و47 ألف بمتوسط 19 ألف مصاب، وإن كان يميل إلى أنها وصلت 6 آلاف وليس مجرد عشرات كما تقول الحكومة المصرية، ويرى آخرون أن عدد الإصابات الحقيقية قد يصل إلى 10 آلاف مصاب، وهو ما نفته الحكومة المصرية وقللت منه، وأكدت في بيانات رسمية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بالفيروس في مصر بلغ 126 حالة منها حالتي وفاة وشفاء 33 منها، وما زالت 74 حالة تحت الملاحظة الطبية، مشددة على وجود 27 مستشفى على مستوى الجمهورية مجهزة لاستقبال أي مشتبه بإصابته بفيروس كورونا.

ورغم عدم وجود ما يدعم التقارير الدولية إلا أن المصريين يعيشون حالة هلع متزايدة، خاصة مع تصاعد الشائعات عن تأجيل الدراسة بالكامل، وفرض حظر التجوال خلال الفترة القادمة، بعد إطلاق الحكومة والمؤسسات المختلفة مجموعة من القرارات للحد من التجمعات.

إلغاء الصلاة

أصدر الأزهر الشريف فتوى بجواز إلغاء صلاة الجمعة وصلاة الجماعة في المساجد للحد من انتشار فيروس كورونا. وأجازت هيئة كبار العلماء بالأزهر، في فتوى رسمية، إيقاف صلوات الجمعة والجماعة لحماية الناس.

وقالت الهيئة: «في ضوء تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، فإن الفتوى تأتي تماشيا مع أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار». وأوضحت أن البديل الشرعي عن صلاة الجمعة هو أربع ركعات ظهرا في البيوت، أو في أي مكان غير مزدحم.

وأضافت الهيئة أنه يجب شرعا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية، للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، فضلا عن «استقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة».

الجيش يتحرك

اتخذت القوات المسلحة المصرية «إجراءات احترازية» للوقاية من الفيروس وتقديم الدعم لأجهزة الدولة المختلفة، وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية في بيان رسمي، إنه يجري الاحتفاظ باحتياطات عاجلة من المواد الغذائية وتوفير أجهزة ومعدات التعقيم.

وأضاف أنه «تم تطويع سيارات ومعدات إطفاء الحرائق لتستخدم في أعمال تعقيم الأماكن المفتوحة».

ووفق البيان، فإن رئيس أركان الجيش الفريق محمد فريد حجازي «راجع السيناريوهات المحتملة للتعامل مع كافة المواقف الطارئة، في شأن الحد من انتشار الفيروس».

إغلاق الأضرحة

من ناحية أخرى، قررت وزارة الأوقاف المصرية غلق جميع الأضرحة على مستوى البلاد لمدة أسبوعين، كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا.

ونقلت تقارير صحفية عن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة قوله، إن غلق الأضرحة «تم بالتنسيق مع شيخ الأزهر وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونظرا لكثرة المترددين على زيارة الأضرحة، خاصة في المساجد الكبرى».

وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد قررت في وقت سابق وقف الاحتفالات الدينية والموالد وحلقات الوعظ الديني، وطالبت بقصر مراسم العزاء على المقابر دون إقامة سرادقات عزاء، أو بإجرائها في قاعات الضيافة الملحقة بالمساجد.

تراجع البورصة

تراجعت مؤشرات البورصة المصرية لأكثر من 8% في بداية جلسة تداول في مستهل تعاملات الأسبوع يوم الأحد، بعد إجراءات حكومية للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد، مما دفع نحو إيقاف التداول لمدة نصف ساعة حسبما تقتضي قواعد السوق، وجاء هذا التراجع بعد قرار الحكومة بتعطيل الدراسة ووقف الأنشطة الرياضية.

لا تعطيل للمسلسلات

قال الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، إن نقابته لن تلجأ إلى إصدار قرار بوقف تصوير مسلسلات رمضان كإجراء احترازي للوقاية من الإصابة من فيروس كورونا. وأوضح نقيب الممثلين أن أغلب الأعمال على وشك الانتهاء من تصويرها كاملة، إذ يتبقى من 10 إلى 15 يوم تصوير، والنقابة على تواصل مع صناع الدراما لمساعدتهم، مؤكدا أن موسم دراما رمضان مهم جدا لفناني مصر.