في ظل انتشار أزمة وباء كورونا «COVID-19»، يصبح احتواء الطفل ومحاولة عدم بث الرعب والهلع في نفسيته أمرا ضروريا. لذا، قامت «الوطن» بالتواصل مع استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي، الذي أوضح أن الطفل دائما يتأثر بشخصية الأب والأم، بالتالي إن كان الوالدان من النوع الهادئ المطمئن سيقومان بإيصال معلومات عن هذا الفيروس للطفل وكيفية الوقاية منه، دون ترهيب أو بث الهلع في نفسه، وهذه هي الطريقة الإيجابية في بناء الوعي لدى الطفل. وذكرت مستشارة الإرشاد النفسي والأسري الدكتورة هبة حريري، أنه ينبغي أن يتم خلق أجواء للطفل ونشاطات مختلفة تُشعِره بالأمان، وأن الأمور ستسير على ما يرام، وعند توضيح وشرح أسباب الحجر وإغلاق المدارس وتقليل الزيارات العائلية المعتادة، بطريقة تناسب عمره، سيتم تفعيل وتعزيز المسؤولية المجتمعية، فيربط عدم ذهابه إلى المدرسة بأنه حماية له ولأصدقائه.

القلق والهستيريا

أشار الطويرقي إلى أن هناك نوعا آخر من الآباء والأمهات، يعيشون في قلق وهستيريا مبالغة، فالطفل حينها يبحث عن سبب خوف ذويه، ويعلم أنه من هذا الفيروس، وبالتالي سينتقل الخوف إليه، ويكون حينها أعلى، لأن ردة فعله أكبر. كما نجد أن الاهتمام الزائد حين إصابة الطفل بحالة الذعر يغذي خوفه أكثر، فهذه الطريقة خاطئة في التعامل مع الطفل، في ظل هذه الأزمة، خاصة في الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي لأمراض القلق، فقد يحدث له وسواس قهري مبكر أو قد تحدث نوبات هلع متكررة أو اكتئاب. وأشارت حريري، إلى أنه ينبغي على الأهل البدء بأنفسهم، ويكونون أكثر انضباطا في تلقي المواد الإخبارية، فليس من المنطقي أن يظل الوالدان طوال اليوم يتنقلان في وسائل التواصل الاجتماعي لقراءة أخبار هذا الفيروس، فكثير من الأطفال في هذا الزمن يمتلكون هواتف نقالة، وبعضهم موجودون داخل قروبات العائلة، فبالتالي يولد هذا الزخم من المعلومات الخاطئة والمربكة في بعض الأحيان، تأثيرا سلبيا على المدى الطويل.

المسؤولية المجتمعية

أكد الطويرقي، وجود فئة خطيرة من الأهالي، وهم اللامبالين أو المستهترين، بحيث لا يأخذون بأسباب الوقاية، ولا يلتزمون بالتعليمات، فهؤلاء أيضا يؤثرون سلبا على أطفالهم، فينشأ الطفل مستهترا غير ملتزم في كل التعاملات الاجتماعية والشخصية والعملية، وهذا لا يؤثر على الطفل فحسب، بل سيمتد تأثيرة للمجتمع. ومن الناحية الاجتماعية قالت حريري، إن أزمة كورونا «COVID-19» ستؤثر إيجابيا، وستشكل فارقا جوهريا في طريقة تفكير هذا الجيل بشكل عام، لأنه سيتم تفعيل العقل الجمعي، وتعزيز المسؤولية المجتمعية، بالتالي سيسهم التفكير بالعقل الجمعي في تعزيز الوعي المجتمعي عند الجيل القادم.