ما إن تقرأ مقالة، أو تشاهد تلفزيونا، أو تميل عينك إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى إن نسيت ورفعت حجرا في صحراء، فستجد ما يذكّرك بأن كورونا «حاس العالم حوس». وإن «سويت نفسك» متجاهلا لما يحدث حولك ستجد صاحبك في «الاستراحة»، والذي كان كبير المستشارين في طريقة لعب «البلوت»، قد حول تخصصه إلى كبير المستشارين في علم الوبائيات ومكافحة العدوى، ليقول لك ببساطة إن كنت قد شاهدت أي صيني، أو أحدا أمه صينية، أو حتى جارهم خلال فترة الطفولة كان صينيّا، فهذا سبب كافٍ لأن تستمع لخلطاته وتنفذ «خلطها وبلعها» أمام ناظريه، وإلا فإن هذا سيؤدي إلى إلغاء علاقتك به نهائيا. وإن تعبت من هذا وذاك، وأردت أن تنعزل بنفسك، تعاونا مع مجهودات الحكومة لتمتثل لحملتها التوعوية#خلك_بالبيت، فستنعزل عن كل شيء إلا عن هاتفك المحمول، على الأقل لتتصل بوالدتك، وتسألها عن كيف كانت تطبخ «المضغوط» ويصبح لونه أحمر، فستجد الرسائل الواردة أكثر من 15 رسالة، كلها تدعوك إلى غسل يديك وغسل شاشة جوالك، وغسل حتى هذه الرسالة الواردة، لأن كاتبها قد يكون مصابا بالعدوى، فضلا عن الاستبيانات التي تعلم بأن لديك مزيدا من الوقت لتطالبك بالمشاركة بها. هذا كله «كوم»، والمحللون الاقتصاديون والسياسيون الحاصلون على شهاداتهم من جامعة «الديوانية»، «كومٌ ثان»، ليقوم كل منهم بالتفرغ التام لحساباته لنشرها والحصول على مزيد من المتابعين عن طريق نشر سبب انتشار «كورونا»، فمنهم من يجلب التاريخ الدموي لهتلر ويربطه بتاريخ حكام أمريكا، وكيف أن ثقب الأوزون قد ثقب دماغ حاكم كوريا الشمالية لـ«تمسك معاه» أن يثقب أمريكا بسلاحه النووي، بعد أن استخدموا ضده هذا السلاح البيولوجي، «طيب ما تقول هذي حرب بيولوجية ووفر علينا قطار الحلزونة». خلاصة القول، الموضوع بسيط وفي غاية البساطة، والحمد لله أننا نعيش في المملكة العربية السعودية، التي اختصرت كل شيء علينا ليكون المطلوب مننا فقط «الجلوس في البيت والمحافظة على النظافة العامة لنا ولأطفالنا». ولكن مع هذه البساطة الشديدة، قد نجد طريقا مختصرا وبلا «منحنيات»، لنصاب بـ«كورونا»، وهو طريق الخوف. الخوف الذي يتمكن منا حتى يبدأ الجسم بإفراز هرمون «الكورتيزون»، وما إن يبدأ ذلك الهرمون بالعمل في الجسم، حتى ينخفض مستوى المناعة في الجسد، وهنا تكون أجسادنا عرضة لأي عدوى، حتى وإن كانت غير «كورونا»، فلا نجعل تفكيرنا يقتلنا، ولننشغل عن متابعة العالم الخارجي، بالتمتع بقضاء إجازة مدفوعة الأجر، جميع تفاصيلها وكأنها فصلت لنتعرف من جديد على أطفالنا وأسرنا، الذين قد يكونون في حاجتنا أكثر مما تحتاج إلينا شاشات هواتفنا لنتابع أخبار السند والهند.