ظهر فيروس كورونا «كوفيد 19» في بداية عام 2020، وصال وجال مسببا هلعا عالميا غير مسبوق، ومنذرا بانهيار اقتصادي قد يتفوق على الانهيارات الاقتصادية التي حصلت عام 2008.

وظهر الفيروس في الصين، كما ظهر عدد من الأوبئة والجوائح سابقا، ثم انتشر في العالم انتشار النار في الهشيم.

استطاع الصينيون -كعادتهم- إبهار العالم في عدة أسابيع، وفعلوا المستحيل، وتغلبوا على الفيروس، ومن الخطوات الجبارة وغير المسبوقة قيامهم بالتالي:

1. العزل التام لمقاطعة ووهان الصينية

2. إيقاف جميع وسائل المواصلات والعمل

3. إلغاء الفعاليات ومنع التجمعات وإقفال دور السينما

4. فرض عقوبات قاسية على المخالفين لأنظمة الحظر الصحي

5. إنشاء مستشفيات ميدانية ضخمة في عدة أيام

6. استخدام أحدث التكنولوجيا في الرش والتعقيم، واستخدام الربوتات الطبية لتقديم خدمة العلاج والغذاء للمرضى

7. استخدام التطبيقات الذكية لمتابعة المرضى، وزرع الكاميرات الحرارية في مناطق كبيرة لمعرفة المحتمل إصابتهم

8. استخدام الطائرات المسيرة للكشف والاستطلاع والتنبيه على التجمعات البشرية

9. ابتكار خوذات ذكية لمعرفة ارتفاع درجة الحرارة عند التجول بين المارة

ونتيجة تلك الخطوات الجبارة خرجت الصين من أزمتها، وتم إقفال المستشفيات الميدانية، وتم الإعلان عن شفاء أكثر من 90% من المصابين بالصين «أكثر من 72 ألف مصاب»، والسر في ذلك هو «الصرامة» الحكومية و«الالتزام» الشعبي.

عالميا، رغم الانتشار الكبير والسريع للمرض، أثبتت الأرقام أن نسبية الوفيات ما تزال محدودة مقارنة مع الأوبئة السابقة، التي تراوح بين 9% للسارس و16% لأنفلونزا الخنازير، وتصل إلى 37% بكورونا «الجمال»، وتتعدى 40% بالإيبولا، إذ لا تتجاوز وفيات كورونا «كوفيد 19» 2.8% عالميا.

وهنا تظهر التساؤلات، لماذا نسبة الوفيات في بعض الدول عالية، مثل إيطاليا، وقد تتجاوز 7%. الجواب ببساطة أن عدد كبار السن في إيطاليا فوق 80 سنة يشكّلون 7% من مجموع السكان؛ أي أن النسبة العالية ترتبط بحقيقة أن الناس يعيشون في إيطاليا فترة أطول.

وللأسف، إن 42% من المصابين الإيطاليين هم كبار السن.

محليا، أنقذت حكومة خادم الحرمين الشريفين العالم الإسلامي من قنبلة كورونا، وذلك بقرار إيقاف «العمرة» المؤقت، وقد كان القرار حكيما وحازما وفي توقيت بداية الأزمة، حمى الله به البلاد والعباد من هذا الوباء، فضلا عن حزمة كبيرة من القرارات التي كانت تهدف إلى حماية المواطن والمقيم.

حينما رأيت رئيس وزراء دولة عظمى يقول عليكم الاستعداد لفقد أحبائكم، ورأيت الآخر يبكي ويقول فعلنا ما نستطيع والأمر متروك للسماء، ورأيت إحدى الدول الأوروبية تسطو على مساعدات صينية مرت بحدودها لبلد آخر، وبينما العالم يحترق خرج الملك سلمان -حفظه الله- قائلا «نبذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته»، وكأني أرى كل مواطن سعودي يترنم قائلا: «ارفع رأسك أنت سعودي».