تواجه منظمة الصحة العالمية التي استهدفتها انتقادات في الماضي حول مبالغتها في التحرك أو في التساهل خلال أوبئة كبرى، اتهامات جديدة بالتأخر في التحذير من فيروس كورونا الجديد، حيث اتهمت بالتأخر في التحذير وفي إرسال خبراء على الأرض والتردد قبل أن تصف الوضع بالوباء وتخفق في تنسيق الرد الدولي. وتطلق المنظمة التي أنشئت في 1948 وتعد من أقوى وكالات الأمم المتحدة بموظفيها البالغ عددهم نحو 7 آلاف شخص في العالم، التوصيات بخبرتها، لكنها تبقى مرهونة بإرادة الدول، وهذا لا يمنع من توجيه انتقادات لها باستمرار.

التزام الصمت

تساءل مدير معهد الصحة الشاملة في جامعة جنيف أدهانوم غيبريسوس «هل هناك قائد أوركسترا في مواجهة فوضى كوفيد-19»؟ وبينما يظهر توافق دولي على إغلاق المدارس والمحلات التجارية ونشاطات أخرى، وعلى فرض الحجر على مدن ومناطق بأكملها، لم تذكر منظمة الصحة العالمية متى يفترض أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في كل بلد ولا وفق أي تسلسل.

وكتب فلاهو في نشرة «The Lance» الطبية «تلتزم منظمة الصحة العالمية الصمت بشكل غريب، بشأن كل هذه المسائل العملية».

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة طوارئ دولية، لكن التعبئة في العالم لم تبدأ إلا بعد وصفها الوضع بالوباء في 11 مارس.

إطلاق التحذير

لكن البعض يرون أن المنظمة تأخرت في إطلاق التحذير لتجنب إغضاب الصين الناشطة في مختلف هيئات الأمم المتحدة.

ورأى جو أمون أستاذ الصحة العالمية في جامعة دريكسل «مع أنه من المعترف به بشكل واسع أن رد الصين كان مخالفا للشفافية، إذ إن الحكومة قللت من عدد الإصابات واستخدمت الترهيب ضد المبلغين، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشفافية بكين». ورأى أن المنظمة وبهذه الطريقة «أشارت إلى أن الوباء قد لا يكون على درجة كبيرة من الخطورة».

تضارب آراء

رأى آخرون وبينهم منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية أن تأثير بكين دفع منظمة الصحة العالمية إلى أن تتجاهل إلى حد كبير عواقب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين، في مجال حقوق الإنسان.

في جنيف رفض مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس كل هذه الانتقادات، مؤكدا أنه «لا يعتبر شيء يصدر عن الدول ضغطا».

وقالت الخبيرة في اللقاحات في المنظمة آن لينستراند في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إن «إغضاب الصين منذ البداية عبر التشديد على الإخفاقات كان سيشكل خطأ».

ولخصت المديرة في مركز الصحة الشاملة في معهد الدراسات الدولية العليا والتنمية في جنيف سوري مون الوضع بالقول، إن مدير المنظمة ووكالتها «يبذلان جهودا شاقة لقيادة الأوركسترا، لكن العازفين هم الذين لا ينفذون» التوصيات.

انتقادات مسبقة

إنفلونزا H1N1 في 2009

اتهمت المنظمة بالمبالغة في رد فعلها تحت ضغط المختبرات الصيدلانية وإعلان حالة الوباء، مما أدى إلى إنتاج كميات هائلة من الأدوية

إيبولا الخطير في غرب إفريقيا في 2013

واجهت اتهامات أنها أساءت تقدير حجم الأزمة منذ البداية

فيروس كورونا الجديد

اتهمت المنظمة بالتأخر في التحذير وفي إرسال خبراء على الأرض، والتردد قبل أن تصف الوضع بالوباء وتخفق في تنسيق الرد الدولي