كلما تداعى الناس وارتفعت الأصوات بأن السعودية قد شاخت وتباطأت خطواتها يخلق الله من الأقدار ما يثبت عكس ذلك، بما يظهر قوتها وقدرتها ومضاء رأيها ورشاد أمرها، فربّ ضارة نافعة. بدأت السعودية إجراءاتها الاحترازية ضد وباء (كورونا الصين) مبكرًا، في وقت يتساءل الناس عن سبب هذه الاحترازات؟ مع أن الأوضاع الصحية شبه طبيعية، ولم تتجاسر دول نعتقد بأن وعيها الصحي يسبقنا بمراحل على اتخاذ مثل هذه الإجراءات الوقائية.

فبدأت السعودية بتعليق تأشيرات العمرة الدولية، ثم منع الخليجيين منها، ثم منع السعوديين، ثم إقفال الحدود البرية وقصرها على الطيران، ثم إقفال محافظة تفشى فيها الوباء، ثم طلب الإفصاح عن السفر إلى إيران حسب آلية قانونية حاسمة، ثم تعطيل المؤسسات التعليمية والانتقال للتعليم عن بعد، ثم إجراءات خاصة بالمساجد والنوادي الرياضية، وأخيرًا منع المناسبات في قصور الأفراح والاستراحات، إضافة إلى التوعية الإعلامية، ورافق ذلك كله شفافية وإفصاح عن كل الخطوات والمعلومات، وحصر الأسرّة في المستشفيات وتحديد أماكن العزل فيها وخارجها.

كل ذلك رغم التحديات الدولية الأخرى المصاحبة لهذه الأوبئة من تذبذب أسعار النفط وإثارة الشائعات وإبراز ملفات تحمل كذباً واضحاً حول حقوق الإنسان!.

ورغم ذلك اتخذت السعودية إجراءاتها الاحترازية دون التفات لأحد، وأثارت التساؤلات عن مدى أهميتها والحاجة إليها،

وما هي إلا أيام قليلة ونجد أن أقوى الدول وأكثرها تطورًا بدأت بتعقب آثار السعودية، ومحاكاة إجراءاتها، ومحاولة اللحاق بها، إيمانًا منها بنجاعة هذه الخطوات الوقائية في حماية مواطنيها.

من هذا نخلص إلى أن كل الدعاوى التي تحاول إظهارنا بمظهرِ مسلوبي الإرادة وضعيفي التفكير، ومحاولة الأقربين والأبعدين من المغرضين ترسيخ صورة نمطية عن أننا غير قادرين على إدارة أزماتنا، أو معالجة التحديات اللي تحيط بنا!.

أتت هذه المحنة بتحدياتها لتعيد الناس إلى الواقع بعيدًا عن كل أوهام حروب الجيل الخامس (الموغرة لصدور الناس على حكوماتها والمؤسسة للتناحرات العرقية والطائفية والإثنية في بلدان العالم الثالث)، الحقيقة أن السعودية قوية وقادرة ومستعدة ومستوعبة لكل التحديات، ولن يخذل الله وطناً دعا إلى توحيده، وأحسن إلى عبيده.